الكتاب المقدس - مجمع الكنائس الشرقية - الصفحة ٥٩٧
كلها ليملأ كل شئ (7)، 11 وهو الذي أعطى بعضهم أن يكونوا رسلا بعضهم أنبياء وبعضهم مبشرين وبعضهم رعاة ومعلمين، 12 ليجعل القديسين أهلا للقيام بالخدمة لبناء جسد المسيح (8)، 13 فنصل بأجمعنا إلى وحدة الإيمان بابن الله ومعرفته ونصير الإنسان الراشد (9) ونبلغ القامة التي توافق كمال المسيح.
14 فإذا تم ذلك لم نبق أطفالا (10) تتقاذفهم أمواج المذاهب ويعبث بهم كل ريح فيخدعهم الناس ويحتالون عليهم بمكرهم ليضلوهم. 15 وإذا عملنا للحق بالمحبة (11) نمونا وتقدمنا في جميع الوجوه نحو ذاك الذي هو الرأس (12)، نحو المسيح: 16 فإن به أحكام الجسد كله والتحامه، والفضل لجميع الأوصال التي تقوم بحاجته، ليتابع نموه بالعمل الملائم لكل من الأجزاء (13) ويبني نفسه بالمحبة (14).
[الحياة الجديدة في المسيح] 17 فأقول لكم وأستحلفكم بالرب ألا تسيروا بعد اليوم سيرة الوثنيين، فإنهم يتبعون أفكارهم الباطلة (15)، 18 وقد اظلمت بصائرهم،

(٧) إن المسيح يملأ الكون لأنه يملأ الكنيسة (راجع أف ١ / ٢٢ - ٢٣). ويتم ذلك بفضل الخدمات المشار إليها ابتداء من الآية ١١.
(٨) استئناف فكرة وفرة عطايا المسيح. ذكرت الآية ٧ النعمة الموهوبة لكل واحد. ولكن الرسالة إلى أهل أفسس لا تشير هنا إلى تنوع العطايا والمواهب، خلافا لما ورد في ١ قور ١٢ وروم ١٢ / ٣ - ٨. فالرسالة تشدد على مبادرة الرب، فهو يعطي الكنيسة الأشخاص اللازمين لبنيانها. وفي لائحة الخدمات هذه، نجد ترتيبا يحافظ على أولية الخدمة الرسولية، مع التشديد على خدمة الكلمة، مستوحى، ولا شك من سياق الكلام (الآيات ١٣ إلى ١٥). ولكن الآية قابلة لتفسير آخر وهو: " لكمال القديسين، من أجل عمل الخدمة، من أجل بناء.. "، وهي ثلاثة أهداف محددة لخدام الكلمة. وفي هذه الحال يكون المعمدون مستفيدين من عمل الخدمة، لا عاملين لها.
(٩) يرى بعضهم هنا إشارة إلى الكنيسة، لكن التعارض مع " الأطفال " (الآية ١٤) ومعنى كلمة " أنير " اليونانية (الرجل المكتمل الرجولة) يدلان على أن المقصود هو المكتمل السن الذي هو غير الطفل.
(١٠) إن مؤلفات بولس، ومعها تقليد أولي واسع، تجعل من " الطفل " رمز عدم النضوج الروحي والعقلي (١ قور ٣ / ١ و ١٣ / ١١ وغل ٤ / ١ و ٣). علينا ألا " نبقى " كالأطفال. لكن هذا القول لا يعارض دعوة الإنجيل إلى أن نصير كالأطفال.
(١١) أو " إذا عشنا في محبة حقيقية ".
(١٢) أو، بمعنى الفعل المتعدي: " إذا أنمينا كل شئ نحو ذاك الذي هو الرأس ".
(١٣) قراءة مختلفة: " لكل من الأعضاء ". هذه الآية ١٦ عودة إلى نص قول ٢ / ١٩، مع شئ من المبالغة.
(١٤) إن موضوع " جسد المسيح " يشرح شرحا جديدا بالنظر إلى ما شرع فيه ١ قور ١٢ / ١٢ - ٣٠ وروم ١٢ / ٤ - ٥.
بفضل الأقوال في المسيح الرأس، وفي سر رسالة الكنيسة، تشدد هذه الرسالة على سيادة المسيح ومسؤولية الجسد، وتعبر، في نظرة شاملة، عن الحياة التي تنضب في شعب الله. وفكرة النمو، التي رسمت خطوطها الأولية في قول 2 / 19، تتخذ هنا كل أهميتها. وأما الرجاء الأخيري فإنه يتخذ وجها جديدا: فإن انتظار عودة المسيح تحل محله فكرة نمو الجسد نحو الرأس، حتى يبلغ اكتماله. وجدير بالذكر أخيرا أن موضوع الجسد ونموه مدموج بموضوع بيت الله وبنائه (راجع أف 2 / 20 - 22 +).
(15) هنا تبدأ عظة كثيرة الدلالة على التعليم الأخلاقي في الجماعة الأولى. إنها تقتبس من العهد القديم (مز 4 / 5 وزك 8 / 16 وراجع الآيتين 25 - 26)، بل تعكس خاصة مواضيع مألوفة في الدين اليهودي في عهده المتأخر ولا سيما في قمران. ففكرة التعارض بين الطريقين، بين الروحين، وهي فكرة تقليدية، تحول فتصبح التعارض بين الوجود القديم والوجود الجديد. راجع أيضا 5 / 8 +.
(٥٩٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 592 593 594 595 596 597 598 599 600 601 602 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة