الكتاب المقدس - مجمع الكنائس الشرقية - الصفحة ٥٨٠
شيئا (11). 13 تعلمون أني لمرض في جسمي بشرتكم أول مرة، 14 وكنت لكم محنة بجسمي، فلم تزدروني ولم تشمئزوا مني (12)، بل قبلتموني قبولكم لملاك الله، قبولكم للمسيح يسوع (13). 15 فأين ذاكم الاغتباط؟
إني أشهد أنكم، لو أمكن الأمر، لكنتم تقتلعون عيونكم وتعطوني إياها. 16 فهل صرت عدوا لكم لأني قلت لكم الحق؟ 17 إنهم يتوددون إليكم لغاية غير حسنة، لا بل يريدون أن يفصلوكم عنا لينالوا ودكم. 18 يحسن التودد إليكم لغاية حسنة في كل حين، لا عند حضوري بينكم فقط. 19 يا بني، أنتم الذين أتمخض بهم مرة أخرى حتى يصور فيهم المسيح (14)، 20 أود لو كنت الآن عندكم فأغير لهجتي، لأني تحيرت في أمركم.
[العهدان: هاجر وسارة] 21 قولوا لي، أنتم الذين يريدون أن يكونوا في حكم الشريعة: أما تسمعون الشريعة؟ (15) 22 فقد ورد في الكتاب أن إبراهيم رزق ابنين أحدهما من الأمة والآخر من الحرة: 23 أما الذي من الأمة فقد ولد بحكم الجسد، وأما الذي من الحرة فقد ولد بفضل الموعد. 24 وفي ذلك رمز (16)، لأن هاتين المرأتين هما العهدان: أحدهما من طور سيناء يلد للعبودية وهو هاجر 25 (لأن سيناء جبل في ديار العرب) وهاجر تقابل أورشليم هذا الدهر، فهي في العبودية مع أولادها. 26 أما أورشليم العليا فحرة وهي أمنا، 27 فقد ورد في الكتاب: " إفرحي أيتها العقر التي لم تلد، إهتفي وارفعي الصوت أيتها التي لم تتمخض: إن أولاد المهجورة أكثر

(11) إذا كان بولس يشكو أمره، فليس هو المقصود ولا يشكو من أضرار تلحق به.
(12) " لم تشمئزوا مني ". الترجمة اللفظية: " لم تبصقوا علي ". هذا عمل من الأعمال الخرافية التي يظن الإنسان إنه يحتمي بها من عواقب لقاء سوء. وكان لقاء بعض المرضى يعد من هذا النوع، كان من شأن مرض الرسول أن يبعد عنه أهل غلاطية. فليس شخص بولس هو الذي ربطهم بالبشارة، بل حق البشارة هو الذي ربطهم بشخصه.
فلماذا هذا الحق نفسه يكون سبب تعارض بينهم وبينه؟ بسبب الذين يفسدون البشارة ويريدون الاستئثار بمودة أهل غلاطية.
فهم، كما يقول بولس في الخاتمة (6 / 13)، لا يطلبون إلا فخرهم.
(13) لم يكن بولس مجرد رسول شبيه بملاك آت من السماء (في اليونانية كلمة " ملاك " تعني رسولا). راجع غل 1 / 8. لقد كان من في ضعفه تجلى المسيح يسوع حيا (راجع 1 قور 2 / 3 - 5 و 2 قور 4 / 10 - 12).
(14) راجع 1 قور 4 / 15. أهل غلاطية مدينون لبولس بالعيش من حياة المسيح (2 / 20)، لأنه أعلن لهم البشارة ولأنه يتألم ليحافظ على حقها (راجع 2 قور 4 / 10 - 12 وقول 1 / 24 - 25).
(15) في هذه الآية، يستعمل بولس كلمة " شريعة " بمعنيين مختلفين: بالمعنى الأول، هي الشريعة التي تفرض الأحكام، وبالمعنى الآخر، هي الشريعة التي تكشف، والكتاب المقدس الذي يعلن عن تدبير الله. فالذين يريدون الخضوع لأحكامها يسألهم بولس أن يخضعوا للحق الذي تكشفه لهم.
(16) " رمز ". هذه الكلمة تدل بوضوح على هدف تفسير بولس: ليس هو دليلا منطقيا، بل مثلا. إن كان الإنسان ابن إبراهيم بحسب الجسد، على مثال ابن هاجر، بقي في العبودية التي يتصف بها العهد القديم. وإن كان ابن إبراهيم بحسب الروح، على مثال إسحق، تحرر وتمكن من الدخول إلى أورشليم التي من فوق، إلى الملكوت الذي هو الميراث الموعود به (راجع 3 / 18 و 29 و 5 / 21 و 6 / 8).
(٥٨٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 575 576 577 578 579 580 581 582 583 584 585 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة