الكتاب المقدس - مجمع الكنائس الشرقية - الصفحة ٥٧٥
الخاطئين (10)، 16 ومع ذلك فنحن نعلم أن الإنسان لا يبرر بالعمل بأحكام الشريعة، بل بالإيمان بيسوع المسيح. ونحن أيضا آمنا بالمسيح يسوع لكي نبرر بالإيمان بالمسيح (11)، لا بالعمل بأحكام الشريعة، فإنه لا يبرر أحد من البشر بالعمل بأحكام الشريعة (12). 17 فإذا كنا نطلب أن نبرر في المسيح، ووجدنا نحن أيضا خاطئين (13)، أفيكون المسيح خادما للخطيئة؟ حاش له! 18 فإني، إذا عدت إلى بناء ما هدمته، أثبت على نفسي أني عاص، 19 لأني بالشريعة مت عن الشريعة لأحيا لله (14)، وقد صلبت مع المسيح. 20 فما أنا أحيا بعد ذلك، بل المسيح يحيا في (15). وإذا كنت أحيا الآن حياة بشرية، فإني أحياها في الإيمان بابن الله (16) الذي أحبني وجاد بنفسه من أجلي. 21 فلا أبطل نعمة الله. فإذا كان البر ينال بالشريعة، فالمسيح إذا قد مات سدى.
[البر بالإيمان] [3] 1 يا أهل غلاطية الأغبياء، من الذي

(10) راجع 2 / 17 +.
(11) راجع 2 / 20 +.
(12) مز 143 / 2. عن موضوع " التبرير "، راجع روم 3 / 24 +.
(13) في نظر اليهودي، كل " وثني " خاطئ، فهو نجس إذا. فلا يمكن مقاسمة خبزه من دون تنجس. راجع مر 2 / 16. وفي نظر " اليهودي " الذي يؤمن بالمسيح ويعلم بأن الإيمان به كاف لتبرير الوثنيين، لا يمكن أن تكون وحدة المائدة مع المؤمنين الذين من أصل وثني مصدر نجاسة، بل هي بالأحرى علامة بأنه يطلب البر الذي مصدره الوحيد هو المسيح. فمن رفض هذه الوحدة، تخلى عن الإيمان بالمسيح وأعاد للشريعة قوتها، تلك القوة التي ألغاها المسيح (غل 2 / 21).
(14) يوجز بولس فكرته إلى حد الغموض. مراده أن موت المسيح وقيامته تحققا فيه. والحال أن موت المسيح كان سببه الشريعة التي باسمها حكم عليه، فنتج عنه تحرير البشر من نظام الشريعة ومن اللعنة التي جلبتها عليهم. ولذلك يقول بولس أنه، بحكم اتحاده بالمسيح المصلوب، " مات بالشريعة " و " مات عن الشريعة ". والغاية من هذا الاتحاد بالمسيح المصلوب هي المشاركة في قيامته، وبفضل هذه المشاركة يحيا بولس لله ولخدمته.
(15) في هذه الآية الأساسية، يشير بولس إلى اختباره الشخصي ويحدد الوجود المسيحي وهو اتحاد بابن الله. ليس هذا الوجود حياة " الأنا " الجسدي المكتفي بامتيازاته (راجع فل 3 / 4 - 11). لقد مات هذا " الأنا " وسيذكر بولس بذلك في الخاتمة (راجع غل 6 / 14). ومع ذلك، ف‍ " لا يزال " هذا الوجود حياة في الوضع الزائل الذي هو وضع الإنسان الخاطئ - حياة في الجسد - لكنه " منذ الآن " حياة المسيح الممجد في المؤمن. فإن الإيمان يفتح قلب الإنسان على محبة ابن الله المجانية والمخلصة.
(16) الترجمة اللفظية: " في إيمان ابن الله ". يستعمل بولس المضاف إليه في اليونانية. كيف نفهم هذا التركيب الذي نجده أيضا في 2 / 16 وروم 3 / 22 و 26 وفل 3 / 9؟
يفسره العلماء عادة كما لو دل على الإيمان بيسوع المسيح (مضاف إليه موضوعي): يسوع المسيح هو موضوع الإيمان.
ولكن بولس قد يعني أن الإيمان أصله يسوع المسيح (مضاف إليه أصلي): يسوع المسيح هو ينبوع إيماننا وهو الذي يهب لنا أن نؤمن. وهناك معنى أخير ممكن، وهو أن الإيمان هو موقف ليسوع المسيح نفسه (مضاف إليه ذاتي): ليسوع المسيح إيمان تام بأبيه، بمعنى أنه يتكل عليه ويطيعه طاعة بنوية.
بهذا الإيمان يبررنا ابن الله، لأن هذا الإيمان يحمله على القيام برسالته الخلاصية. في هذه الحال، يكون هذا القول موازيا للقول الذي ورد في روم 5 / 19 والذي ينسب تبرير البشر إلى طاعة المسيح. وعليه، فليس أي معنى من المعاني الثلاثة لعبارة " إيمان ابن الله " أو " إيمان المسيح " مخالفا لتعليم بولس.
ويكون إيمان ابن الله مصدرا ومثالا لإيماننا، من غير أن يكون إيمانه مماثلا لإيماننا.
(٥٧٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 570 571 572 573 574 575 576 577 578 579 580 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة