الكتاب المقدس - مجمع الكنائس الشرقية - الصفحة ٥٧٨
وسيط، 20 ولا وسيط لواحد، والله واحد (21).
21 أفتخالف الشريعة مواعد الله؟ حاش لها!
لأنه لو أعطيت شريعة بوسعها أن تحيي، لصح إن البر يحصل عليه بالشريعة. 22 ولكن الكتاب أغلق على كل شئ وجعله في حكم الخطيئة (22) ليتم الوعد للمؤمنين لإيمانهم بيسوع المسيح (23).
[مجئ الإيمان] 23 فقبل أن يأتي الإيمان (24)، كنا بحراسة الشريعة مغلقا علينا من أجل الإيمان المنتظر تجليه. 24 فصارت الشريعة لنا حارسا (25) يقودنا إلى المسيح لنبرر بالإيمان. 25 فلما جاء الإيمان، لم نبق في حكم الحارس، 26 لأنكم جميعا أبناء الله بالإيمان بالمسيح يسوع، 27 فإنكم جميعا، وقد اعتمدتم في المسيح، قد لبستم المسيح (26): 28 فليس هناك يهودي ولا يوناني، وليس هناك عبد أو حر، وليس هناك ذكر وأنثى، لأنكم جميعا واحد في المسيح يسوع. 29 فإذا كنتم للمسيح فأنتم إذا نسل إبراهيم وأنتم الورثة وفقا للوعد.
[التبني الإلهي] [4] 1 فأقول إن الوارث، ما دام قاصرا، فلا فرق بينه وبين العبد، مع أنه صاحب المال كله (1)، 2 لكنه في حكم الأوصياء والوكلاء

(21) لهذه الآية تفسيرات كثيرة تتضمن في أغلب الأحيان مضمرات من الصعب أن نسلم بها. إن سياق الكلام يدعونا، على ما يبدو، إلى أن نرى في الجملة الأولى من هذه الآية، لا حقيقة عامة: " الوسيط يفترض وجود فريقين "، بل قولا يعود إلى وساطة موسى في إعلان الشريعة:
كان يتكلم باسم الملائكة، باسم عدة أشخاص. والحال أن " الله واحد " (تث 6 / 4). فلم يكن موسى وسيط الله.
لا شك أن الشريعة إلهية، بمعنى أن سلطة الملائكة تأتي من الله. لكن لها مفاعيل لا تعبر عن تدبير الله الواحد الذي يريد أن يحرر الناس ويوحدهم، فهي تخضع شعب الله ل‍ " أركان العالم " (4 / 3) وتقسم البشرية إلى قسمين، تفصل بين اليهود والوثنيين. ولذلك يذكر بولس بهذه الحقيقة الأساسية: " الله واحد " (كما سيفعل في روم 3 / 30). في كلا الحالتين، المراد بهذا القول هو الدليل على أن إله جميع البشر الواحد يريد أن يخلصهم، لا بالشريعة التي تستعبدهم وتفرق بينهم، بل بابنه الوحيد يسوع الذي يحررهم ويوحدهم، بالإيمان (3 / 22 و 26 و 28 وروم 3 / 29 - 30 واف 2 / 8 و 11 - 18).
ولذلك يسمى يسوع المسيح، في 1 طيم 2 / 5، الوسيط الوحيد بين الله والبشر.
(22) ورد هذا القول نفسه في روم 11 / 32، وشرحه بولس في روم 3 / 9 - 19.
(23) الترجمة اللفظية: " لإيمان يسوع المسيح "، كما في 2 / 16 و 20 (راجع 2 / 20 +).
(24) لكلمة " إيمان "، عند بولس، معان دقيقة مختلفة بحسب سياق الكلام. المقصود هنا هو نظام الإيمان، ويبتدئ بمجئ المسيح. في هذا النظام الذي يضع حدا لنظام الشريعة يكشف الإيمان، وليس هو مجرد عقيدة في التدبير الإلهي تكشف تماما وتعرض موضوعا للإيمان، بل هو أيضا موقف انفتاح لموهبة الله، لروح ابنه. وبهذا الموقف نصبح أبناء الله بالتبني بالمسيح وفيه (3 / 26 و 4 / 6 - 7).
(25) كان عبدا يفرض النظام على الأولاد ويذهب بهم إلى معلم المدرسة.
(26) تحسن المقارنة بين الآيتين 26 و 27 و 2 / 20.
تمكن هذه الآية من فهم استعارة اللباس بمعناها الحقيقي. ولا توحي بوجود علاقة تبقى خارجية بين المسيح والمعمد، بل تعني استيلاء المسيح وهو استيلاء تام ويحول المعمد إلى صورته (راجع قول 3 / 10). وتوضح الآية 28 إن جميع الفوارق القائمة بين الناس لا تبقى انفصالات، لأن المسيح يوحد توحيدا تاما من يتحدون بحياته (راجع قول 3 / 11).
(1) يشير بولس هنا إلى قاعدة من الشرع الهلنستي:
فالأب هو الذي يحدد سن الرشد.
(٥٧٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 573 574 575 576 577 578 579 580 581 582 583 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة