الكتاب المقدس - مجمع الكنائس الشرقية - الصفحة ٥٧٧
الشريعة ليست من الإيمان (12)، بل " من عمل بهذه الأحكام يحيا بها " (13). 13 إن المسيح افتدانا (14) من لعنة الشريعة إذ صار لعنة لأجلنا، فقد ورد في الكتاب: " ملعون من علق على الخشبة " (15). 14 ذلك كيما تصير بركة إبراهيم إلى الوثنيين في المسيح يسوع فننال بالإيمان الروح الموعود به.
[الشريعة لم تبطل وعد الله] 15 أيها الإخوة، إني أتكلم بحسب العرف البشري: إن وصية صحيحة أثبتها إنسان لا يستطيع أحد أن يبطلها أو يزيد عليها.
16 فمواعد الله قد وجهت إلى إبراهيم " وإلى نسله " (16)، ولم يقل: " وإلى أنساله " كما لو كان الكلام على كثيرين، بل هناك نسل واحد:
" وإلى نسلك " (17)، أي المسيح. 17 فأقول: إن وصية أثبتها الله فيما مضى لا تنقضها شريعة جاءت بعد أربعمائة وثلاثين سنة (18) فتبطل الموعد. 18 فإذا كان الميراث يحصل عليه بالشريعة فإنه لا يحصل عليه بالوعد. أما إبراهيم فبموجب وعد أنعم الله عليه.
[غاية الشريعة] 19 فما شأن الشريعة إذا؟ (19) أنها أضيفت بداعي المعاصي إلى أن يأتي النسل الذي جعل له الموعد. أعلنها الملائكة (20) عن يد

(12) هناك نظامان تتعارض مقتضياتهما، هناك نظريتان في الخلاص تتنافيان.
(13) اح 18 / 5.
(14) عن موضوع الفداء، راجع روم 3 / 24 +.
(15) في الآية 10، ذكر بولس بلعنة الشريعة على الخاطئين (تث 27 / 26). وإذا أشار هنا إلى الخشبة التي يعرض عليها " الملعون " على مرأى من جميع الناس (تث 21 / 23)، فلأن المسيح قبل ميتة الملعون هذه ليحررنا من الخطيئة التي هي سببها. لقد دفع من حياته ثمن تحررنا (2 / 20 - 21). وهذا الثمن لم يدفع لأحد، بل يظهر محبة الله للخاطئين. راجع روم 5 / 8 واف 2 / 4 - 5.
(16) يبرز بولس معنى اختيار إبراهيم في التدبير الخلاصي الشامل: لقد اختير إبراهيم، لكي يلد من نسله ذلك الذي يتوحد فيه الناس من كل نسل (3 / 28). وإذا أوضح بولس أن ليس هناك عدة " أنسال "، فلربما فعل ذلك لينفي كل تمييز في الكنيسة بين مختونين ووثنيين (راجع 2 / 15 و 3 / 9 و 28 - 29).
(17) تك 12 / 7 و 13 / 15 و 17 / 7.
(18) هذا الرقم رقم الكتاب المقدس اليوناني (خر 12 / 40 - 41). أما في النص العبري، فيجب إضافة مدى إقامة الآباء في كنعان.
(19) لم يكن نظام " الشريعة " سوى مرحلة مؤقتة في تاريخ الخلاص، تنتهي بمجئ المسيح. كانت الشريعة قد " أضيفت "، أي إنها كانت على هامش التدبير الخلاصي، فإن عملها لم يكن عملا مباشرا للتحرير. إنها تتدخل " بداعي المعاصي ": إن فسرنا هذه العبارة في ضوء روم 4 / 15 و 5 / 20 و 7 / 7 - 13، كان معناها أن الشريعة تجعل الخاطئ أكثر مسؤولية وتجلب المعاصي. فمن شأنها أن تكشف للانسان استعباده وتنشئ عنده انتظار المحرر.
(20) لا ينفرد بولس بالقول أن الشريعة قد " أعلنها الملائكة " (راجع رسل 7 / 38 و 53 وعب 2 / 2). لكن اليهود كانوا يستنتجون من هذا الأمر سلطتها الإلهية، في حين أن بولس يستنتج أن الشريعة تستعبد الإنسان لأولئك الملائكة الذين كان موسى وسيطهم. ولذلك، فالمسيح، بتحريره البشر من الشريعة، يحررهم من هذه العبودية أيضا (راجع قول 2 / 15). على هذا الاستنتاج الذي ينفرد به بولس يقوم الاستدلال المذكور في الآية 20 وبفضله يتخذ الاستدلال معنى سهل المنال جدا.
(٥٧٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 572 573 574 575 576 577 578 579 580 581 582 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة