المنحة الوهبية في رد الوهابية - الطحطاوي - الصفحة ٦
في المدخل والشيخ إبراهيم اللقاني في شرح جوهرة التوحيد وغيرهم وقد صح عن سعيد بن المسيب أنه في وقعة الحرة لما خلى المسجد النبوي وتعطل عن الأذان والإمامة صار يسمع الأذان والإقامة من الحجرة الشريفة النبوية وذكره ابن تيمية في كتابه اقتضاء الصراط المستقيم وأن كثيرا منهم سمع رد السلام من قبره صلى الله عليه وسلم على المسلمين في كثير من الأوقات بل ثبت هذا من سائر الموتى كما سيأتي والحاصل أن حياة الأنبياء ثابتة الإجماع ولا يرد على هذا ما ورد في الحديث الصحيح ما من أحد يسلم علي إلا رد الله علي روحي حتى أرد عليه السلام فإنه بظاهره يقتضي أن روحه الشريفة تفارق جسده الشريف وأنها بالسلام ترد وأجاب عنه العلماء بأجوبة أوصلها السيوطي إلى سبعة عشر وجها أحسنها أنه صلى الله عليه وسلم يكون مستغرقا بمشاهدة حضرة القدس فيغني عن إحساسه الشريف فإذا سلم المسلم عليه ترد روحه من ذلك الاستغراق إلى الإحساس لأجل المرد المذكور ونحن نرى في الدنيا بعض من هو مشغول البال بأمر من الأمور الدنيوية أو الأخروية ربما يتكلم أحد معه وهو لا يشعر بكلامه لاشتغال باله واستغراقه فكيف من هو مشغول بمشاهدة جمال ذي الجلال وقد اختلف العلماء في رويته صلى الله عليه وسلم في المنام واليقظة هل هو لذاته أو لمثاله بعد اتفاقهم على حياته في قبره فرجح الأكثر الأول للأحاديث الواردة الصحيحة كما في البخاري من رآني في المنام فسيراني في اليقظة حتى قال النووي إن رؤياه في المنام رؤية لحقيقة ذاته لقوله صلى الله عليه وسلم من رآني في المنام فقد رآني حقا فإن الشيطان لا يتمثل بي ولو كانت الرؤية لمثاله لم يكن رآه حقا قال اللقاني في شرح جوهرة التوحيد اتفق الحفاظ على رؤيته صلى الله عليه وسلم يقظة و منا ما واختلفوا هل المرئ ذاته أو مثال يحكيها ذهب إلى الأول جماعات و إلى الثاني الغزالي والقرافي وجماعة ثم رجح الأول وممن قال بالأول أكثر من ثلاثين إماما من أكابر العلماء المحدثين وقد ذكرت عباراتهم في رسالة في هذه المسألة مخصوصة وحررت لكل واحد منهم فيها نصوصه (باب سماع الموتى) ورؤيتهم وهذا الباب معقود لغير الأنبياء والشهداء والأولياء أما الأولان
(٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 ... » »»