المنحة الوهبية في رد الوهابية - الطحطاوي - الصفحة ١٧
لأن الذي تعرض أعماله عليه هو أبوه فقال لولده لا تخزني فيمن حولي من الأموات فلولا أنهم يطلعون معه على عمل ابنه بالعرض لما قال ذلك وقد تقدم في حديث أيوب تعرض على معارفه وهم الذين يعرفونه أعم من الأقارب وفي هذا القدر كفاية لمن شرح الله صدده بالإيمان (باب تزاور الموتى وتلاقيهم) أخرج الحارث ابن أبي أسامة والوايلي في الإبانة والعقيلي عن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أحسنوا أكفان موتاكم فإنهم يتباهون ويتزاورون في قبورهم وفي صحيح مسلم إذا ولي أحدكم أخاه فليحسن كفنه يعني لعلة التزاور والتباهي به وعن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أحسنوا أكفان موتاكم فإنهم يتزاورون في أكفانهم وأخرج الترمذي وابن ماجة ومحمد بن يحيى الهمداني في صحيحه وابن أبي الدنيا والبيهقي في شعب الإيمان عن أبي قتادة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ولي أحدكم أخاه فليحسن كفنه فإنهم يتزاورون في قبورهم وقال ابن تيمية في الفتاوى في مواضع متعددة ويتزاورون سواء كانت المداين متقاربة في الدنيا أو متباعدة قد تجتمع الأرواح مع تباعد المداين انتهى وقد ذكر ذلك الأئمة الحنفية في كتبهم الفقهية وهو أنه يسن تحسين الكفن لأن الموتى يتفاخرون به ويتزاورون بل قال به جميع فقهاء المذاهب وفي هذا الباب آثار كثيرة وأخبار عجيبة غزيره إن أردتها فارجع إلى شرح الصدور للإمام الحافظ السيوطي فإنه جمع فأوعى (باب علم الموتى بأحوال أهل الدنيا من غير طريق عرض الأعمال قال ابن القيم في كتاب الروح (فصل) وقد ترجم الحافظ أبو محمد عبد الحق الإشبيلي على هذا فقال ذكر ما جاء أن الموتى يسئلون عن الأحياء ويعرفون أقوالهم وأعمالهم ثم ذكر بعد ورقة فقال صح عن عمرو بن دينار أنه قال ما من ميت يموت إلا وهو يعلم بما يكون في أهله وأنهم يغسلونه ويكفنونه وأنه لينظر إليهم ثم بعد ورقة قال وصح عن حماد بن سلمة عن ثابت عن شهر بن حوشب أن الصعب بن جثامة وعوف بن مالك كانا متواخيين فقال الصعب لعوف أي أخي أينا مات قبل صاحبه فاليترايا له قال أو يكون ذلك قال نعم فمات صعب فرآه عوف فيما يرى النايم كأنه قد أتاه قال قلت أي أخي قال نعم قلت ما فعل الله بك
(١٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 ... » »»