المنحة الوهبية في رد الوهابية - الطحطاوي - الصفحة ١٨
قال غفر لنا بعد المشارب ثم بعد كلام قال واعلم أي أخي أنه لم يحدث في أهلي حدث بعد إلا وقد لحق بي خبره حتى هرة ماتت لنا منذ أيام واعلم أن بنتي تموت إلى ستة أيام فاستو صوابها معروفا ثم كان كما أخبر ثم ذكر حديث ثابت بن قيس بن شماس رضي الله عنه وإتيانه لأحد من في عسكر خالد ابن الوليد وقوله له إني أوصيك بوصية فإياك أن تقول هذا حلم إني لما قتلت مر بي رجل من المسلمين فأخذ درعي ومنزله في أقصى الناس وعند خبائه فرس يستن في طوله أي يرعى في رسنه الطويل وقد كفى على الدرع برمة وفوق البرمة رحل فأت خالد بن الوليد فقل له يأخذ درعي فأخبر الرجل خالدا فوجد الدرع كما وصف فأخذه وقال الحافظ السيوطي في شرح الصدور (باب تأذي الميت) بما يبلغه عن الأحياء أخرج الديلمي عن عايشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن الميت يؤذيه في قبره ما يؤذيه في بيته قال القرطبي في التذكرة يجوز أن يكون الميت يبلغه من أفعال الأحياء وأقوالهم ما يؤذيه بلطيفة يحدثها الله تعالى له من ملك مبلغ أو علامة أو دليل وما شاء الله وقال ابن القيم في كتاب الروح وقد دل على التقاء أرواح الأحياء والأموات أن الحي يرى الميت في منامه فيستخبره ويخبر الميت بما لا يعلمه الحي فيصادف خبره كما أخبر في الماضي والمستقبل وربما أخبره بمال دفنه الميت في مكان لم يعلم به سواه وربما أخبره بدين عليه وذكر له شواهده وأدلته وأبلغ من هذا أنه أخبره بما عمله من عمل لم يطلع عليه أحد من العالمين وأبلغ من هذا أنه يخبره أنك تأتينا في وقت كذا فيكون كما أخبر وربما أخبره عن أمور يقطع الحي أنه لم يكن يعرفها غيره وقد ذكرنا قصة الصعب بن جثامة وقصة ثابت بن شماس إلى آخر ما قال وذكر السيوطي في شرح الصدور عن محمد بن سيرين رضي الله عنه قال ما أخبرك الميت بشئ فهو حق لأنه في دار الحق فهو لا ينطق إلا بالحق انتهى وهذا من المجربات كما ذكره ابن القيم وغيره وهذا من باب كشف الغطاء واطلاعه على ذلك من لطافة الروح فيعلم ذلك في تلك الدار التي هي محل العلم من الله تعالى وأخرج الحاكم والبيهقي في الدلايل عن سليمان قال دخلت على أم سلمة وهي تبكي فقلت ما يبكيك قالت
(١٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 ... » »»