المنحة الوهبية في رد الوهابية - الطحطاوي - الصفحة ١٩
رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام يبكي وعلى رأسه ولحيته التراب فقلت مالك يا رسول الله قال شهدت قتل الحسين آنفا ذكره السيوطي في شرح الصدور وكذا الخطيب التبريزي في مشكاة المصابيح وأخرج ابن أبي الدنيا من طريق أبي بكر بن عياش عن حفار من بني أسد قال كنت في المقابر ليلة إذ سمعت قائلا يقول من قبر يا عبد الله قال مالك يا جابر قال غدا تأتينا أمنا قال وما ينفعنا لا تصل إلينا إن أبي قد غضب عليها وحلف أن لا يصلي عليها فلما كان من الغد جاءني رجل فقال احفر لي هاهنا قبرا بين القبرين الذين سمعت منهما الكلام فقلت اسم هذا جابر واسم هذا عبد الله قال نعم فأخبرته بما سمعت قال نعم قد كنت حلفت أن لا أصلي عليها فلأكفرن عن يميني ولاصلين عليها (باب ما ورد من تصرف الموتى وصدور أمور منهم بقدرة الله تعالى) قال الحافظ السيوطي في كتابه المتقدم قال الحافظ بن حجر في فتاواه أرواح المؤمنين في عليين وأرواح الكفار في سجين ولكل روح بجسدها اتصال معنوي لا يشبه الاتصال في حياة الدنيا بل أشبه شئ به حال النايم وإن كان هو أشد حالا من حال النايم اتصالا قال وبهذا يجمع بين ما ورد أن مقرها في عليين وسجين وبين ما نقله ابن عبد البر إنها عند أفنية قبورها قال ومع ذلك فهي مأذون لها في التصرف وتأوي إلى محلها من عليين أو سجين قال وإذا نقل الميت من قبر إلى قبر فالإتصال المذكور مستمر وكذا لو تفرقت الأجزاء انتهى قال السيوطي قلت ويؤيده ما ذكره من الإذن بالتصرف مع كون المقر في عليين ما أخرجه ابن عساكر من طريق ابن إسحاق قال حدثني الحسين ابن عبد الله ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال بعد قتل جعفر لقد مر بي الليلة جعفر يقتفي نفرا من الملائكة له جناحان متخضبة قوادمهما بالدم يريدون بيشه بلدا باليمن وأخرج ابن عدي من حديث علي بن أبي طالب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال عرفت جعفر في رفقة من الملائكة يبشرون أهل بيشة بالمطر وأخرج الحاكم عن بن عباس قال بينما النبي صلى الله عليه وسلم جالسا وأسماء بنت عميس قريبا منه إذ رد السلام وقال يا أسماء هذا جعفر مع جبرئيل وميكائيل مروا فسلموا علينا وأخبرني أنه لقي المشركين يوم كذا ويوم كذا قال فأصبت في جسدي من مقادمي ثلاثا
(١٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 ... » »»