المنحة الوهبية في رد الوهابية - الطحطاوي - الصفحة ٢٠
وسبعين من طعنة وضربة ثم أخذت اللواء بيدي اليمن فقطعت ثم أخذته بيدي اليسرى فقطعت فعوضني الله من يدي جناحين أطير بهما مع جبرئيل وميكائيل أنزل من الجنة حيث شئت وأكل من ثمارها ما شئت قالت أسماء هنيئا لجعفر ما رزقه الله من الخير لكني أخاف أن لا يصدقني الناس فأصعد المنبر فأخبر به الناس فصعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال إن جعفر ابن أبي طالب مر مع جبرئيل وميكائيل عوضه الله من يديه جناحين فسلم على ثم أخبرهم بما أخبره به فهذه الأحاديث تدل على أن الله تعالى يأذن لعباده الشهداء وغيرهم من الصالحين في بعض الأمور التي ينتفع بها الناس وفي هذا أثار كثيرة ذكرها علماء الحديث عن السلف منها ما ذكره السيوطي قال أخرج ابن أبي الدنيا من طريق يزيد بن سعيد القرشي عن أبي عبد الله الشامي قال غزونا الروم فخرج منا ناس يطلبون أثر العدو فانفرد منهم رجلان قال أحدهما فبينا نحن كذلك إذ لقينا شيخ من الروم فقال ابرزوا فحملنا عليه فاقتتلنا ساعة فقتل صاحبي فرجعت أريد أصحابي فبينا أنا راجع إذ قلت لنفسي ثكلتك أمك سبقني صاحبي إلى الجنة وارجع هاربا إلى أصحابي فرجعت إليه فضربته فأخطأته فحملني وضرب بي الأرض وجلس على صدري وتناول شيئا معه ليقتلني به فجاء صاحبي المقتول فأخذ بشعر قفاه فألقاه عني وأعانني على قتله فقتلناه جميعا ولجعل صاحبي يمشي ويحدثني حتى انتهينا إلى شجرة فاضطجع مقتولا كما كان فجئت إلى أصحابي فأخبرتهم وقد ذكر هذا الأثر الزندوسى صاحب روضة الأخيار من الحنيفة وصاحب زبدة الفقهاء أيضا وأخرج المحاملي في أماليه عن عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمه قال بينما رجل في اندر له بالشام ومعه زوجته وقد كان استشهد ابن لهما قبل ذلك بما شاء الله إذ رأى الرجل فارسا قد أقبل فقال لامرأته ابني وابنك يا فلانه قالت له اخسأ الشيطان ابنك قد استشهد منذ حين وأنت مفتون فأقبل على عمله واستغفر ثم نظر ودنى الفارس فقال ابنك والله يا فلانة ونظرت وقالت هو والله فوقف عليها فقال له أبوه أليس قد استشهدت يا بني قال بلى ولكن عمر بن عبد العزيز توفي هذه الساعة فاستأذن الشهداء ربهم في شهوده فكنت منهم واستأذنته في السلام عليكما ثم دعى إليهما وانصرف
(٢٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 ... » »»