المنحة الوهبية في رد الوهابية - الطحطاوي - الصفحة ١٠
بين أقوال الصحابة وقولها والجامع بين قولها في روايتها حديث الزيارة فإن قلت فقد ذكر ابن الهمام في شرح الهداية أن أكثر مشايخه الحنفية ذكروا في باب الإيمان أن الميت لا يسمع لو حلف لا يكلمه فكلمه ميتا لا يحنث فقال المحقق شيخ علي القاري الحنفي في شرح المشكاة في شرح حديث أهل القليب أقول هذا منهم مبني على أن مبنى الإيمان على العرف فلا يلزم منه نفي حقيقة السماع كما قالوا فيمن حلف لا يأكل اللحم وأكل السمك مع أنه تعالى سماه لحما طريا أقول وهذا كذلك فإن من حلف لا يكلم زيدا وكان ميتا فكلمه لا يحنث لأن التكلم المراد منه المتعارف الذي يكون فيه محاورة بأخذ الكلام ورده ولما كان الميت يسمع ولا يرد ردا متعارفا بل ردا نؤمن به ولا نسمعه غالبا لم يحصل حقيقة التكلم العرفي فلهذا قالوا لا يحنث لا لأن الميت لا يسمع وهذا ظاهر قال ابن الهمام وأجابوا عن هذا الحديث يعني حديث خطاب النبي صلى الله عليه وسلم لأهل القليب وقسمه بالله أن الأحياء ليسوا بأسمع منهم تارة بأنه مردود من عايشة قالت كيف يقول صلى الله عليه وسلم ذلك والله يقول وما أنت بمسمع من في القبور إنك لا تسمع الموتى قال الشيخ علي القاري والحديث المتفق عليه لا يصح أن يكون مردودا لا سيما ولا منافاة بينه وبين القرآن فإن المراد من الموتى الكفار والنفي منصب على نفي النفع لا على مطلق السمع كقوله تعالى صم بكم عمي فهم لا يعقلون يعني مع كونهم لهم أسماع وأبصار لكن لكونهم لا يسمعون الإيمان والهدى ولا يرونه جعلهم الله كالصم والعمى أو على نفي الجواب المترتب على السماع قال البيضاوي في قوله تعالى لا تسمع الموتى وهم مثلهم لما سدوا مشاعرهم عن الحق إن الله يسمع من يشاء أي هدايته فيوفقهم لفهم آياته والاتعاظ بعظاته وما أنت بسمع من في القبور ترشيح لتمثيل المصرين على الكفر بالأموات ومبالغة في إقناعهم (انتهى) فالآية من قبيل أنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء ثم قال ابن الهمام وتارة بأن تلك خصوصية له صل الله عليه وسلم قال الشيخ علي القاري ويرده أن الاختصاص لا يصح إلا بدليل وهو مفقود هنا بل السؤال والجواب ينافيانه وقال ابن الهمام وتارة بأنه من ضرب المثل قال الشيخ علي القاري ويدفعه جوابه
(١٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 ... » »»