المنحة الوهبية في رد الوهابية - الطحطاوي - الصفحة ٣٤
فأتاه ليلا فقطع حبل صلبه فسقط ولم يعلم ابن ذهب وكذلك الصحابي الذي استشهد وهو مجنب فغسلته الملائكة وهو حنظلة غسيل الملائكة وكل ذلك في البخاري وفي المشكاة عن عايشة رضي الله عنها أنا لنتحدث أن النجاشي لا زال على قبره نور ساطع وقد قدمنا لك حديث جعفر بن أبي طالب وأنه بعد قتله ذهب لأهل بيشة يبشرهم بالمطر وكذلك غيره وحديث تكلم رأس الحسين رضي الله عنه وهو أنه كان أمام الرأس الشريف قارئ يقرأ سورة الكهف فقرأ أم حسبت أن أصحاب الكهف والرقيم كانوا من آياتنا عجبا فقال الرأس قتلي وحملي أعجب من أهل الكهف وكذا قراءة نصر الخزاعي وهو مصلوب فإنه صلبه المأمون وأمر رجلا بيده رمح يحرفه عن القبلة فكان إذا جن الليل استدار إلى القبلة قال الراوي فسمعته يقول آلم أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون قال فاقشعر جلدي إلى آخر الحديث وقد تقدم عن الحديث الذي فيه أن صاحب القبر قرأ سورة الملك حتى ختمها وكلها آثار صحيحة ذكرها أئمة الحديث وأخرج ابن عساكر من طريق محمد بن إسحاق بن الحريض عن المسيب بن واضح عن عيسى بن كيسان عمن حدثه عن عمير بن الحباب السلمي قال أسرت أنا وثمانية معي في زمان بني أمية فأدخلنا على ملك الروم فأمر بأصحابي فضربت رقابهم ثم إني قدمت لضرب عنقي فقام إليه بعض البطارقة فلم يزل يقبل رأسه ورجليه حتى وهبني له فانطلق بي إلى منزله فدعى ابنة له جميلة فقال لي هذه ابنتي أزوجك بها وأقاسمك مالي فادخل في ديني فقلت ما أترك ديني لزوجة ولا لدنيا فمكث أياما يعرض على ذلك فدعتني ابنته ذات ليلة إلى بستان لها فقالت ما يمنعك مما عرض عليك أبي فقلت ما أترك ديني لامرأة ولا لدنيا قالت فنحب المكث عندنا أو الالتحاق ببلادك فقلت الذهاب إلى بلادي قال فأرتني نجما في السماء وقالت سر على النجم بالليل واكمن بالنهار فإنه يلقيك إلى بلادك ثم زودتني وانطلقت فسرت ثلاث ليال أسير بالليل وأكمن بالنهار فبينا أنا في اليوم الرابع مكمن فإذا الخيل فقلت طلبت فأشرفوا علي فإذا أنا بأصحابي المقتولين ومعهم آخرون على دواب شهب فقالوا عمير فقلت أوليس قد قتلتم قالوا بلى ولكن الله نشر الشهداء وأذن لهم أن يشهدوا جنازة عمر بن
(٣٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 » »»