أبناء الرسول في كربلاء - خالد محمد خالد - الصفحة ٤٢
هذه الومضة من حياته ومن عظمة منهجه وسلوكه، تصور على نحو متواضع، القضية التي نهض يقاتل من أجلها.. قضية استمرار عصر النبوة بكل فضائله ومزاياه، وإنها لقضية جديرة بولاء لا ينتهي، وتضحيات لا تفنى.. وهي لم تكن بالنسبة للإمام (علي) قضية خاصة، ولا قضية شخصية، بل هي قضية الإسلام كله، وقضية كل مؤمن أواب.
وإذا كانت الأقدار ستؤثره وأبناءه من بعده، بأن يكونوا أعظم شهدائها وأشرف قرابينها، فلتكن مشيئة الله..
إن هناك من يموتون من أجل الباطل، ومن يموتون في سبيل الحق، فما مزية الحق على الباطل في مجال التضحية والفداء..؟؟
مزيته أن ضحاياه شريفة ورفيعة وغالية.. بينما ضحايا الباطل صغيرة دنيئة محقرة..!!
فليكن هو وأبناؤه شرفا للحق في مماتهم واستشهادهم، كما كانوا شرفا له في محياهم..!
وهكذا كان من الصعب عليه، بل من المستحيل أن يترك قضية الإسلام للأهواء التي هبت عليه جائحة، جامحة.
كانت (المهادنة) مستحيلة..
وكانت (المسايرة) أكثر استحالة..
ولم يكن أمامه سوى أن يحمل سيفه وكفنه، ثم يمضي..
فللمسئوليات العظام خلق... وللتضحيات يعيش..
وإنه لسليل بيت، كانت العظمة دثاره، حتى في الجاهلية وقبل الإسلام..
وإنه لتلميذ دين نشأ، ونما، بين أروع التضحيات وأشرفها وأسماها...
(٤٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 37 38 39 40 41 42 43 44 45 47 48 ... » »»
الفهرست