أبناء الرسول في كربلاء - خالد محمد خالد - الصفحة ٣٧
وكما ذهبت معهما ثلة مباركة طاهرة من صفوة المؤمنين والأصحاب، فلتكن هذه البقية شهادة شاهد من أهلها..!!
وهذا الشاهد هو: " معاوية بن يزيد " ثالث خلفاء بني أمية.
فقيل أن يموت - يزيد - في العام الرابع والستين للهجرة، خلع الخلافة، أو بتعبير أصح خلع الملك على أكبر أبنائه - معاوية - الذي عرف باسم " معاوية الثاني ":
وكان " معاوية " هذا، شابا تقيا، ورعا، عابدا..
وسبحان من يخرج الحي من الميت، والهدى من الضلال.!
وعلى الرغم من أنه تسلم الملك شابا لم يجاوز الخامسة والعشرين، فإن تقوى روحه، كانت أقوى من إغراء شبابه، فلم يلبث في منصبه إلا بضعة أشهر حتى ضاق به، ودعا المسلمين إلى مؤتمر مشهود، ونهض يخطب الجمع الحاشد فقال:
" أيها الناس!!
إن جدي معاوية، نازع الأمر أهله، ومن هو أحق به من لقرابته من رسول الله وسابقته في الإسلام، وهو: علي بن أبي طالب...
ولقد ركب بكم ما تعلمون حتى أتته منيته، فصار في قبره رهين أعماله..
ثم تقلد أبي - يزيد - الأمر من بعده، فكان غير أهل له..
ركب هواه وأخلفه الأمل.. وقصر به الأجل، ثم صار في قبره رهين ذنبه، وأسير جرمه.!!
وإن من أعظم الأمور علينا علمنا بسوء منقلبه، وقد قتل عترة رسول الله، وأباح الحرم، وخرب الكعبة..!!
(٣٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 ... » »»
الفهرست