أبناء الرسول في كربلاء - خالد محمد خالد - الصفحة ٤٠
القبائل والجماعات بالمال. فأعط الناس كما يعطي..، فيقسم أنه لن يرشو في الحق أحدا.. لن يعطي مال الله الذي ائتمنه عليه لغير من يستحقه..!! ثم يرجونه ويلحون عليه أن يدع الولاة الأمويين في أماكنهم حتى يبايعوه وحتى تستقر خلافته وعهده. فيرفض ويقول:
(لا والله، لا أدع الله يسألني: لماذا أبقيتهم وهم غير أهل لها ساعة من نهار)...!!؟.
* * * ورجل ديمقراطية وشورى من أرفع طراز - يخضع لرأي الأغلبية في موضوع التحكيم، وهو يؤمن أعمق إيمان بأنه خدعة ستتلوها الكارثة...
ولقد حاول إقناع الذين معه بكل ما أوتي من بلاغة وصدق. ولكن دون جدوى... وعلى الرغم من أنه آنئذ كان في حرب قائمة بالفعل مما قد يعطيه الحق في أن يمضي مع اقتناعه. إلا أنه انحنى في جلال وعظمة لحق الشورى ورأي الجماعة..!!
ويتكرر نفس الموقف حين جرى الحوار لاختيار من يمثلهم في التحكيم، فلقد نادى قوم باختيار (أبي موسى الأشعري) وراح الإمام يفند اتجاهاتهم، ويدعوهم لاختيار (عبد الله بن عباس) أقدر الناس على مواجهة الداهية (عمرو بن العاص) الذي سيمثل معاوية في التحكيم، ولكنهم أصروا، وكانوا أغلبية، فتخلى عن رأيه لرأيهم...
ورجل عدالة ورحمة من أرفع طراز لقد كان في أمس الحاجة إلى مؤازرة ولاته في موقفه العسير... وكان ذلك يقتضيه الملاينة في محاسبتهم...
لكن يرفض دائما أن يطلب النصر بالجور.!!
ومن الجور عنده أن يتغافل عن أية هفوة من ولاته، وهذا راح يحاسبهم بعدالة صارمة، حتى خسر نصرة الكثيرين منهم دون أن يلقي لهذه الخسارة بالا...!!
(٤٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 ... » »»
الفهرست