أبناء الرسول في كربلاء - خالد محمد خالد - الصفحة ٥٢
وحسبنا أن نعلم أن أخاه (الحسين) مضى شوطا بعيدا في معارضته حتى قال له (الحسن):
(لقد هممت أن أحتجزك في دار موصدة الأبواب، ثم لا أدعك تخرج حتى أنتهي مما أريد)..!!
* * * كان (معاوية) قد تحرك بجيشه من الشام قاصدا الكوفة. عندما علم باستشهاد الإمام واستخلاف الحسن..
وكان الحسن، قد خرج على رأس جيشه للقائه.
وإذ هم في طريقهم إلى المدائن، نهض بين صفوف جيشه وقال:
(إني قد أصبحت، لا أحمل لمسلم ضغينة:
وإني ناظر إليكم، نظري إلى نفسي، وقد رأيت رأيا، فلا تردوا علي رأي:
إن الذي تكرهون من الجماعة، أفضل مما تحبون من الفرقة)..!!
وثار الجيش - كما ذكرنا من قبل - لكنه كان قد وطد عزمه على حقن الدماء.
وكان معاوية من جانبه يتوق للسلام توق الغريق إلى زورق النجاة..
فأرسل مبعوثين إلى المدائن، للتفاوض مع (الحسن) وكانا:
عبد الرحمن ابن سمرة.. وعبد الله بن عامر.. أبلغهما (الحسن) شروطه التي لم يكد معاوية يسمع فيها بعد، حتى تقبلها في غير تردد أو تساؤل.
(٥٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 ... » »»
الفهرست