أبناء الرسول في كربلاء - خالد محمد خالد - الصفحة ٣٦
في هذه الكلمات المضيئة الثائرة: - " أيها الناس!!
سيروا بنا نحو هؤلاء القوم الذين يزعمون أنهم يثأرون لعثمان، ووالله ما قصدهم الأخذ بثأره، ولكنهم ذاقوا الدنيا واستمرأوها، وعلموا أن الحق يحول بينهم وبين ما يتمرغون فيه من شهواتهم ودنياهم..
وما كان لهؤلاء سابقة في الإسلام يستحقون بها طاعة المسلمين أو الولاية عليهم..
ألا إنهم ليخادعون بزعمهم أنهم يثأرون لدم عثمان..
وما يريدون إلا أن يكونوا جبابرة وملوكا..!!
والذي نفسي بيده، لقد قاتلت بهذه الراية مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وها أنذا أقاتل بها اليوم..!!
والذي نفسي بيده، لو هزمونا حتى يبلغوا بنا سعفات هجر، ما وهن يقيني بأننا على الحق وأنهم على الباطل)..!!
إنها قضية تفوقت بعدالتها وبقداستها حتى على النصر ذاته..!
فلم يعد النصر مزية لها.. كما لن تكون الهزيمة إزراء بها.!
هكذا عاشت في ضمائر أهلها وشهدائها.. كما عبر وصور.. عمار بن ياسر.. في كلماته السالفة:
" والذي نفسي بيده، لو هزمونا حتى يبلغوا بنا سعفات هجر، ما وهن يقيني بأننا على الحق وأنهم على الباطل "..!
* * * وإذا كان للحديث بقية تزيدنا إدراكا لقداسة القضية التي ذهب " الحسين " شهيدا لها، كما ذهب أبوه " الإمام " من قبل شهيدها..
(٣٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 ... » »»
الفهرست