أبناء الرسول في كربلاء - خالد محمد خالد - الصفحة ٣٨
وما أنا بالمتقلد أمركم، ولا بالمتحمل تبعاتكم فاختاروا لأنفسكم..
والله، لئن كانت الدنيا خيرا فلقد نلنا منها حظا... ولئن كانت شرا، فكفى ذرية أبي سفيان ما أصابوا..
ألا فليصل بالناس حسان بن مالك، وشاوروا في خلافتكم، يرحمكم الله)...!!!
ثم غادر منبره إلى داره، ولبث بها عاكفا على عبادة الله، حتى لقيه راضيا مرضيا..
إن هذه الكلمات التي قالها (معاوية الثاني) ابن - يزيد - وحفيد - معاوية بن أبي سفيان - لتشكل برهانا باهرا على عدالة القضية التي هي في غنى عن كل برهان..
وهذا الشاب الصالح الذي أثقلت ضميره الحر أوزار آبائه. قدم بموقفه ذاك.. أو بالأحرى قدم القدر به وبموقفه، وثيقة الإدانة كاملة وصادقة لأولئك الذين وقفوا من الإمام، ومن أبنائه، ومن القضية التي حملوا مشعلها، مواقف الكيد والعداء.
وإننا اليوم، وبعد مضي ما يقرب من أربعة عشر قرنا على ذلك الصراع، لنجد حرارة الصدق ووضوح الحق في موقف (الإمام علي) من (معاوية).. ثم في موقف (الحسين) من يزيد..
إننا نتصور عصر النبوة، كما كان في عهد منشئه وبانيه (محمد رسول الله) صلى الله عليه وسلم.
ثم نتصوره كما كان في عهد خليفتيه النادرين الباهرين " أبي بكر، وعمر)، فنرى جلالا يسحر القلوب والألباب.!! ويأخذنا الأسى ونحن نرى بعض الغواشي تغشي ذلك الجلال في عهد (عثمان) لا بسبب قصور
(٣٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 ... » »»
الفهرست