أبناء الرسول في كربلاء - خالد محمد خالد - الصفحة ٣٢
ولقد رأينا كثيرين ممن تحدثوا عن (كربلاء) يحملون (الحسين) مسؤولية مصيره، ومصير الذين خرجوا معه...!!
و (الحسين) رضي الله عنه، يتحمل في شجاعة وغبطة مسؤولية ذلك المصير، ولكن ليس بالمعنى الذي يقصده هؤلاء..
فهم يرون أنه خرج تلبية لدعوة ثوار الكوفة إياه، باعتبار هذه الدعوة فرصة رآها سانحة لاسترداد الخلافة من بيت معاوية إلى بيت الإمام..
وهم يلومونه، أو يكادون، لأنه لم يصغ لنصح الناصحين من عشيرته الأقربين، كي يبقى مكانه في البلد الحرام (مكة) نافضا يديه من مشاكل الموقف الكالح الذي نتج عن استخلاف يزيد..
فهل كان ذلك كذلك.؟؟
أبدا..
وإن الأمر لمختلف جدا..
فالقضية في ضمير (الحسين) لم تكن قضية فرصة سنحت.. ولا هي قضية حق شخصي في الخلافة يبتغي استرداده.. ولا هي من القضايا التي يكون للإنسان الرشيد حق التخلي عنها..!
القضية في ضمير التقي الشجاع، كانت قضية دين.. ويستوي عنده تخليه عن هذه القضية، وتخليه عن هذا الدين..!
صحيح أن (الشكل الخارجي) للقضية تمثل يومها في استخلاف يزيد.. لكن (جوهرها) الصحيح كان واضحا أمام وعي (الحسين) ورشده ونور بصيرته - تماما كما كان واضحا من قبل أمام وعي أبيه الإمام، وأمام رشده وبصيرته..!!
واستخلاف يزيد على هوانه، لا ينفي عن القضية موضوعيتها العميقة، ولا يقلل من تبعة النهوض بها، بل هو يزيد من إلحاح هذه التبعات.
(٣٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 ... » »»
الفهرست