مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٥٣ - الصفحة ٤٣
قال ابن عدي: " له حديث صالح، وقد روى عنه الثوري الكثير، مقدار خمسين حديثا، وشعبة أقل رواية عنه من الثوري، وقد احتمله الناس ورووا عنه، وعامة (1) ما قذفوه به أنه كان يؤمن بالرجعة. ولم يختلف أحد في الرواية عنه، وهو مع هذا كله أقرب إلى الضعف منه إلى الصدق " (2).
إلا أنهم وقعوا في مشكلة شديدة، فإن الرجل لم يختلفوا في الرواية عنه، والكلمات التي يروونها في حقه كلمات جليلة، من رجال عظماء، كسفيان الثوري، ومعمر، وشعبة... حتى إنهم يروون أن بعض الأكابر كسفيان بن عيينة كان من أشدهم قولا فيه، أو نهى عن السماع منه، لعقيدته، ومع ذلك لم يترك الرواية عنه، وقد حدث عنه الحديث الكثير...
فابتدعوا هنا أسلوبا آخر، فقال أحدهم - وهو في معرض جرح الرجل -: " وأما شعبة وغيره من شيوخنا - رحمهم الله تعالى - فإنهم رأوا عنده أشياء لم يصبروا عنها وكتبوها ليعرفوها، فربما ذكر أحدهم عنه الشئ بعد الشئ على جهة التعجب، فتداوله الناس بينهم " (3).
فانظر كيف يتلاعبون بالروايات والسنن...
فتارة يقولون: أن " معمرا " كان له ابن أخ رافضي، فأدخل الحديث أو الأحاديث في كتب معمر، فلم يشعر معمر بذلك ولا تلامذته كعبد الرزاق ابن همام، ولا غيرهم... حتى وصلت إلينا بأسانيد صحيحة...!!

(١) كذا، ولعله: وغاية.
(٢) تهذيب الكمال ٤ / ٤٦٩.
(٣) كتاب المجروحين لابن حبان ١ / ٢٠٨ ط دار الوعي / حلب، عنه في هامش تهذيب الكمال ٤ / 470.
(٤٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 ... » »»
الفهرست