مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٥٢ - الصفحة ١٥٤
الثالث: " المبتدأ هو الاسم المجرد عن العوامل اللفظية للإسناد " (1).
وهو مطابق لفظا للتعريف الذي طرحه الزمخشري، لولا أن ابن هشام فسر قوله: (للإسناد) بما يجعل الحد شاملا للوصف الرافع لمكتفى به، إذ قال: " ودخل تحت قولنا: (للإسناد) ما إذا كان المبتدأ مسندا إليه ما بعده، نحو: زيد قائم، وما إذا كان المبتدأ مسندا لما بعده، نحو: أقائم الزيدان " (2).
الرابع: " المبتدأ هو المجرد عن العوامل اللفظية، مخبرا عنه، أو وصفا رافعا لمكتفى به " (3).
وبهذا يتخذ التعريف صيغته النهائية، وهو مطابق لتعريف ابن الناظم، إلا أنه يفضله في عدم تقييده للعوامل اللفظية بكونها غير مزيدة، إذ لا ضرورة لذلك ما دام يمكن بيانه في الشرح بتقسيم التجرد إلى حقيقي وحكمي.
وعرفه الأزهري (ت 905 ه‍) بأنه: " الاسم المرفوع المجرد من العوامل اللفظية الزائدة للإسناد " (4).
وهو مشابه لتعريف ابن هشام الثالث، لولا أنه قيد العوامل بالزائدة، وأثبت رفع المبتدأ، وهو من أحكامه التي ينبغي بيانها في شرحه.
وأخيرا تجدر الإشارة إلى أن السيوطي نسب إلى النحاة تعريفهم للمبتدأ بأنه: " المجرد من عامل لفظي غير زائد ونحوه، مخبرا عنه...

(1) شرح قطر الندى وبل الصدى، ابن هشام، تحقيق محيي الدين عبد الحميد:
160 - 161.
(2) شرح قطر الندى وبل الصدى: 160 - 161.
(3) شرح شذور الذهب، ابن هشام، تحقيق محيي الدين عبد الحميد: 179 - 180.
(4) شرح الأزهرية في علم العربية، خالد الأزهري: 80.
(١٥٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 149 150 151 152 153 154 155 156 157 158 159 ... » »»
الفهرست