مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٥٢ - الصفحة ١٥١
الواقعة بعد حرف النفي أو ألف الاستفهام)، فإنه لا خصوصية لتقدم ألف الاستفهام وحدها، إذ المورد شامل لغيرها من أدوات الاستفهام، نحو: هل وما ومن (1).
وعرف ابن مالك (ت 672 ه‍) المبتدأ بأنه: " ما عدم حقيقة أو حكما عاملا لفظيا، من مخبر عنه، أو وصف سابق رافع ما انفصل وأغنى " (2).
وقد احترز بقوله: (من مخبر عنه) من المضارع المرفوع لتجرده من الناصب والجازم، فإنه عدم عاملا لفظيا، لكنه ليس مخبرا عنه (3).
أقول: لو أن ابن مالك أخذ (الاسم) جنسا في التعريف بدلا من (ما)، لما كانت هناك حاجة للاحتراز من دخول المضارع، ولكن يبقى القيد المذكور ضروريا لإخراج ما تقدم من الأسماء التي لا تركب مع عاملها، ولإخراج النوع الثاني من المبتدأ، أي: الوصف المكتفى بمرفوعه.
ويلاحظ أنه لم يقيد الوصف المبتدأ به بكونه مسبوقا بنفي أو استفهام، ذهابا منه إلى أن هذا القيد ليس شرطا في صحة الاستعمال وجوازه، وإنما هو شرط في حسنه واطراده (4)، ولذا ذكر في أرجوزته:
" يجوز نحو فائز أولو الرشد " (5). وقال ابن الناظم: إن الوصف " قد استغنى بمرفوعه عن الخبر لشدة شبهه بالفعل، ولذا لا يحسن استعماله ولا يطرد

(١) أ - الفوائد الضيائية ١ / ٢٧٥ - ٢٧٦.
ب - حاشية الصبان على شرح الأشموني ١ / ١٩٠.
(٢) تسهيل الفوائد وتكميل المقاصد، ابن مالك، تحقيق محمد كامل بركات: ٤٤.
(٣) شفاء العليل في إيضاح التسهيل، السلسيلي، تحقيق عبد الله البركاتي ١ / ٢٧١.
(٤) أ - تسهيل الفوائد: ٤٤.
ب - الفوائد الضيائية 1 / 276.
(5) ألفية ابن مالك وشروحها، باب الابتداء.
(١٥١)
مفاتيح البحث: الجواز (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 146 147 148 149 150 151 152 153 154 155 156 ... » »»
الفهرست