مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٥٢ - الصفحة ١٥٣
المناسب لبيانها هو شرح التعريف.
ثانيا: أنه لم يقيد المرفوع المكتفى به بكونه منفصلا، ولعله لما ذكرناه قريبا في التعقيب على كلام السلسيلي من الاحتراز عن المتصل بقيد كون الرافع هو الوصف، لأن المتصل المراد الاحتراز منه مرفوع بعامل معنوي هو الابتداء.
وعرفه أبو حيان (ت 745 ه‍) بقوله: " المبتدأ هو المحكوم عليه، أو الوصف المحكوم به المنتظم منه مع اسم مرفوع كلام " (1).
ويلاحظ عليه:
أولا: أنه لم يقيد المبتدأ بالتجرد عن العوامل اللفظية.
ثانيا: أن تحديده للوصف الواقع مبتدأ شامل للوصف الرافع للمبتدأ، لتألف الكلام منهما، مع كونه خبرا لا مبتدأ.
وعرفه ابن هشام (ت 761 ه‍) بأربعة تعريفات:
الأول: " المبتدأ: اسم أو بمنزلته، مجرد من العوامل اللفظية أو بمنزلته، مخبر عنه، أو وصف رافع لمكتفى به " (2).
الثاني: " المبتدأ: اسم أو ما في تأويله، معرى من العوامل اللفظية غير الزائدة، مخبرا عنه، أو وصفا في قوة الفعل " (3).
وهما متشابهان مضمونا، إذ المراد بالوصف الذي هو في قوة الفعل، ما يرفع فاعلا مستغنى به عن الخبر (4).

(1) غاية الإحسان في علم اللسان، أبو حيان، مخطوط مصورته لدي، الورقة 3 / ب.
(2) أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك، ابن هشام، تحقيق محيي الدين عبد الحميد 1 / 131.
(3) شرح اللمحة البدرية في علم العربية، ابن هشام، تحقيق هادي نهر 1 / 157 - 162.
(4) شرح اللمحة البدرية في علم العربية 1 / 157 - 162.
(١٥٣)
مفاتيح البحث: يوم عرفة (2)، عبد الحميد (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 148 149 150 151 152 153 154 155 156 157 158 ... » »»
الفهرست