مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٥٢ - الصفحة ١٥٧
وحدثت به عنه " (1).
وقوله: (ما) في جنس التعريف يجعله شاملا لنوعي الخبر: المفرد والجملة.
وعرفه ابن يعيش (ت 643 ه‍) بقوله: " خبر المبتدأ هو الجزء المستفاد الذي يستفيده السامع، ويصير مع المبتدأ كلاما تاما " (2).
وهو مقارب لتعريف ابن السراج، وإن كان يفضله بأخذه (الجزء) بدلا عن (الاسم) في جنس التعريف، لأنه أنسب بقسمة الخبر - بعدئذ - إلى مفرد وجملة، وأما قوله: (المستفاد)، فيمكن الاستغناء عنه بما بعده.
وعرفه ابن الحاجب (ت 646 ه‍) بأنه: " المجرد المسند المغاير للوصف الرافع لمكتفى به " (3).
وقوله: (المجرد) يريد به المجرد من العوامل اللفظية، بناء منه على أن العامل في الخبر معنوي وهو الابتداء، وقوله: (المسند) مخرج للمبتدأ، وقوله: (المغاير للوصف... إلى آخره) مخرج للنوع الثاني من المبتدأ، ذلك أن المبتدأ نوعان: مبتدأ له خبر، ومبتدأ له فاعل أو نائب فاعل يسد مسد الخبر في إتمام معنى الكلام، وهو: اسم الفاعل واسم المفعول والصفة المشبهة باسم الفاعل (4)، فقولنا: (قائم) في جملة: (أقائم زيد) وإن ماثل الخبر في كونه مجردا مسندا، إلا أنه لا يعرب خبرا، بل هو مبتدأ

(١) اللمع في العربية، ابن جني، تحقيق فائز فارس: ٢٦.
(٢) شرح المفصل، ابن يعيش ١ / ٨٧.
(٣) شرح الرضي على الكافية ١ / ٢٢٣ - ٢٢٨، ونص عبارة ابن الحاجب: " المجرد المسند المغاير للصفة المذكورة "، ومراده المذكورة في تعريفه للمبتدأ، وهي:
الرافعة لمكتفى به.
(٤) شرح الرضي على الكافية ١ / 225.
(١٥٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 152 153 154 155 156 157 158 159 161 163 165 ... » »»
الفهرست