مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٤٨ - الصفحة ٢٦٩
وإشهار العار والبوار.
وقد سرى بغيهم وإرجافهم بأهل الإيمان إلى علم العربية، الذي تنزه منهله عن تلك النعرات المذهبية، وصفا مورده من كدر التناحرات والتشاجرات الطائفية.
فمما أنكروه على شيعة آل الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) وجعلوه آية التباين بين مذهب الشيعة ومذهب أهل السنة والجماعة، قولهم - في التصلية على النبي عليه وآله الصلاة والسلام -: " صلى الله عليه وآله وسلم " بعطف الظاهر على الضمير المخفوض من دون إعادة الخافض.
وزعموا أن الشيعة تعمدوا ذلك واستندوا إلى حديث وضعوه، وهو ما عزوه إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال: لا تفصلوا بيني وبين آلي بعلى - كما قاله الشيخ ياسين بن زين الدين العليمي الحمصي في حاشية " التصريح " (1) للأزهري -.
وقد سبقه إلى ذلك بعض المرجفين من المخالفين (2)، وقانا الله من شرورهم، ورد كيدهم إلى نحورهم، آمين.
قال العلامة الشريف الجزائري (رحمه الله) في حاشيته على " الفوائد الضيائية ": قال الفاضل المحشي: منع الشيعة إدخال " على " على الآل عند

(1) التصريح في شرح التوضيح 1 / 14.
(2) ذكر المناوي في فيض القدير 1 / 17 - 18: أن في الإتيان بلفظ " على " فائدة وهي الإشارة إلى مخالفة الرافضة والشيعة، فإنهم مطبقون على كراهة الفصل بين النبي وآله بلفظ " على " وينقلون في ذلك حديثا - كما بينه المحقق الدواني وصدر الأفاضل الشيرازي وغيرهما -. انتهى.
قاتلهم الله أنى يؤفكون.
(٢٦٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « 268 269 270 271 272 273 274 275 276 277 278 ... » »»
الفهرست