مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٣٤ - الصفحة ١٠
واستخبارات عسكرية، ومدنية، وما إلى ذلك.
فتسللوا إلى مراكز القوى، والإدارة، والعمل، الحساسة في البلاد.
ثانيا: الاختراق الثقافي، ونشر الأفكار البديلة، والتشكيكات والشبهات المعارضة للحق، بأصوات وأبواق وأقلام سامة ومأجورة، مستخدمة لأزياء براقة، مثل أصحاب القبعة الجامعية، أو البدلة الطبية، أو حتى البزة الدينية - أحيانا - كما يقوم به علماء البلاط ووعاظ السلاطين، وغير ذلك من السمات الطيبة، والأزياء الفضفاضة، والمقدسة عند المجتمع.
كل ذلك بهدف زعزعة عقيدة الأمة بالدين الحق، ولأجل تفريع الأدمغة وغسلها، وملئها بأفكار مستوردة.
وبعد أن كشر الكفر العالمي - بزعامة الصهيونية الحاقدة على الإسلام والمسلمين، في هذا العصر - عن أنيابه، ورفع أقنعة الدجل عن وجه تصرفاته العدوانية، وأعلن عن خطورة الدين الإسلامي الحنيف على نظامه الجديد، ونزعاته الإلحادية، وأطماعه في الأرض، نزل - بكل صلافة - بقواته في المياه الإسلامية، وعلى الأرض المقدسة، وغزا البلاد الإسلامية، وصب على أجزاء منها آلاف الأطنان من حقده الأسود.
وفي خضم تلك التدابير اللئيمة، وهذه الاعتداءات الأليمة، نواجه نحن " الشيعة " هجوما مركزا خاصا من قوى الكفر والعمالة، تستهدف " المؤسسة الدينية الشيعية " بالذات، بسهام حقدها وشغبها، باعتبارين:
الأول: أن الصحوة الإسلامية المتنامية، إنما بدأت في مطلع هذا القرن من خلال انتصار الثورة الإسلامية في إيران، فكانت بداية التحرك المعاصر لإحياء الإسلام وتجديده في قلوب الملايين من المسلمين المضطهدين والمغلوبين على أمرهم، بحيث أنتج المد الإسلامي العارم، والجارف لكثير من قواعد الفساد والشر والإلحاد التي زرعتها أيد عميلة في الأرض الإسلامية، وبدأت تنشر الوعي الإسلامي الصائب، وتصدر هذا الوعي ليعم كل الأرض
(١٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « 1 5 7 8 9 10 11 12 13 14 15 ... » »»
الفهرست