مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٣٤ - الصفحة ١١
الإسلامية وحتى غير الإسلامية.
وهذا ما يشكل أعظم الأخطار على الكفر العالمي وأهدافه القريبة والبعيدة، وينسف كل مخططاته وتدبيراته، ويدمرها.
الثاني: أن المؤسسة الدينية الشيعية، هي المؤسسة الإسلامية الوحيدة التي تتمتع بكامل الحرية من سيطرة أية سلطة رسمية أو غير رسمية، وإنما تعتمد حرية الرأي واتخاذ القرار وفقا لموازين الإسلام الحق، والمصلحة الإسلامية من دون التأثر بأي شئ من المضاعفات والألاعيب السياسية وغيرها.
وبذلك تمكنت من مواجهة التحديات الكبرى التي دبرتها العناصر الاستعمارية منذ دخولها أرض الإسلام، وكذلك كان لها الموقف الحازم تجاه الأحداث والمجريات في داخل العالم الإسلامي.
ومن أجل كل هذا، أصبح " التشيع " وبالأخص " المرجعية " مستهدفة، في هذا القرن، من قبل أعداء الدين الإسلامي، إذ جعلوها مركز الهدف في كل حملاتهم الشعواء ضد الإسلام، ومحور كل الألاعيب السياسية والتغييرات والتحولات في خارطة المنطقة الإسلامية، والعنوان الكبير في قائمة أعمال كل المؤتمرات والمجالس والاجتماعات واللقاءات داخل المنطقة وخارجها.
وكان الإسلام، قد انحصر وبرز في هذا الهدف بالذات!
ومهما يكنه هذا من حقيقة، فإن المفارقة الواضحة فيه أن المسلمين في العالم، والمؤمنين بالحركة الإسلامية بخاصة، وإن استلهموا من الشيعة روح العودة إلى الإسلام، وتيقظوا لإحيائه، وملأوا أنفسهم بالأمل، لكنهم إنما يسيرون على مناهج تخصهم، والتزامات ذاتية تحكمها ظروفهم، وإن كان الجامع هو الولاء للإسلام الدين الحق، والدفاع عن الوطن الإسلامي، الذي أصبح مجالا للاستعمار واعتداءاته.
لكن القوى الشريرة، والمستكبرة، ترى كل ما حدث - ويحدث - في العالم الإسلامي لصالح المسلمين، من عين " الشيعة " و " مرجعيتها الدينية ".
(١١)
مفاتيح البحث: الهدف (2)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 5 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 ... » »»
الفهرست