مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٣٤ - الصفحة ١٢
وقد جعلت من هذا مبررا رسميا لهجومها الإعلامي والسياسي والاقتصادي، بل العسكري! ضد المسلمين الشيعة، في كل نقاط العالم، وبشتى الأشكال والمستويات!
وشاءت الإرادة الإلهية أن تكون الأعوام الخمسة الماضية، أعوام حزن متوالية، للشيعة، فبعد عروج آية الله العظمى السيد الإمام الخميني إلى الرفيق الأعلى، كان رحيل مرجعي الطائفة، آية الله العظمى السيد الخوئي، وآية الله العظمى السيد الكلبايكاني، قدس الله أسرارهم، فقد احتل كل منهم " المرجعية الدينية " بجدارة، وتزعموا إدارة " المؤسسة الدينية " في ظروفها الصعبة والحرجة.
واليوم، قام عفريت الكفر من جديد، ليستغل ما يتصوره من فراغ في " المرجعية العليا " بمحاولات شيطانية ما كرة:
فبعث شياطينه، ليثيروا الشبه والتشكيكات بين " الشيعة " حول أصل " المرجعية " وانهمك خبراء الأجهزة السرية والاستخبارات بتهيئة الكوادر للعمل في مجال الإعلام، لتأليف الكتب، وإعداد المقالات، وبث الأحاديث، واللقاءات والاجتماعات، عن " المرجعية الدينية عند الشيعة " فامتلأت آلاف الصفحات من المجلات والجرائد بالحديث عن ذلك، وبأقلام مزيفة، وجاهلة وبعيدة عن الفكر الشيعي والفقه الشيعي والتراث الشيعي.
وقامت بالتهجم على الفكر الشيعي، بصورة متخلية عن أبسط قواعد الأدب والخلق والشرف.
والغرض من وراء ذلك: التشويش على " الشيعة " وعلى " المرجعية " ومحاولة زعزعة الإيمان المستقر في قلوب الملايين من المؤمنين، وتشكيكهم بالتزاماتهم وقناعاتهم العقيدية، وصرفهم عن إسناد المرجعية الدينية، التي كانت - ولا تزال - هي السد المنيع لمواجهة تحديات الكفر العالمي وأساليبه المتطورة ضد الدين الإسلامي الحنيف وقيمه الإلهية.
(١٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 ... » »»
الفهرست