مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٢٢ - الصفحة ١٦
أبو بكر يمنع رواية الحديث:
روى الذهبي في ترجمة أبي بكر، قال:
أن الصديق جمع الناس بعد وفاة نبتهم، فقال: إنكم تحدثون عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أحاديث تختلفون فيها، والناس بعدكم أشد اختلافا، فلا تحدثوا عن رسول الله شيئا، فمن سألكم؟ فقولوا: " بيننا وبينكم كتاب الله، فاستحلوا حلاله وحرموا حرامه (2).
ولنا في ما يرتبط بهذا الخبر بحثان.
الأول: في مدلول كلام أبي بكر ومغزاه:
1 - إن قوله: " لا تحدثوا عن رسول الله شيئا ".
يدل على أنه إنما نهى عن عموم الأحاديث، حيث جاء بكلمة " شيئا " في سياق النهي، وهي نكرة، فتفيد العموم، كما ثبت في أصول الفقه.
2 - قوله: " بيننا وبينكم كتاب الله " وهذه الجملة خطيرة للغاية، إذ فيها الدعوة - علنا - إلى الاكتفاء بكتاب الله في مقابل الحديث عن رسول الله صلى عليه وآله وسلم، وهي الدعوة التي حذر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم منها في أحاديث " الأريكة " حيث قال: " يوشك الرجل متكئا على أريكته، يحدث بحديث من حديثي، فيقول: " بيننا وبينكم كتاب الله... " (3).
وقد أبدى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم استياءه من قائل ذلك، بعبارات شتى، مثل قوله. " لا أعرفن... " و " لا ألفين... " كما رد النبي صلى الله عليه وآله وسلم

(٢) تذكرة الحفاظ ١ / ٣.
(٣) سنن ابن ماجة ١ / 6 باب 3 ح 12.
(١٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 ... » »»
الفهرست