مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ١٠ - الصفحة ١٣
1 / 9 - 10) ولسان الميزان، ويضاف إليهم رياض العلماء: 5 / 83، وهذا بنفسه دليل آخر على صحة ما جاء في الطبعة الحجرية وطبعة إحسان، وأن ما جاء مخالفا، إنما حرف لغرض لا يخفى أو صحف!
وثانيا: أن جمال الدين، علي بن يوسف القفطي (568 / 1172 - 646 / 1248) يروي القصة كما يلي:
" وكان الرضي من أهل الفضل والأدب، والعلم، والذكاء، وحدة الخاطر من صغره. ذكره أبو الفتح بن جني في مجموع له جمعه، وذكر في بعض مجاميعه: أن هذا المجموع سرق منه في طريق فارس، وتأوه عليه كثيرا، ومات وهو عادم له. ثم إن هذا المجموع حصل في بعض وقوف مدينة أصفهان، ولما توجه إليها سعيد بن الدهان [سعيد بن المبارك بن علي، ابن الدهان البغدادي ((494 / 1101 - 569 / 1174) أحد علماء اللغة والأدب] وجد المجموع المذكور، فنقل منه مجلدا واحدا، ولم أر سواه بخط سعيد المذكور. ذكر فيه أبو الفتح بن جني:
أن الرضي أحضر إلى ابن السيرافي، وهو طفل صغير جدا، لم يبلغ عمره عشر سنين، فلقنه النحو، وقعد معه يوما في الحلقة، فذاكره بشئ من الإعراب على عادة التعليم، فقال له: إذا قلنا: (رأيت عمر) ما علامة النصب في عمر؟ قال له الرضي: بغض علي! فعجب [ابن] (4) السيرافي والحاضرون من حدة خاطره ".
وابن خلكان، أحمد بن محمد الأربلي (608 / 1211 - 681 / 1282) وإن أدرك عصر القفطي، إلا أنه يحكي عنه (ابن خلكان، 5 / 47) وخاصة عن كتابه (إنباه الرواة) (ابن خلكان، 4 / 64، 6 / 129، 192 - 193) فالقفطي يعد بمنزلة أحد شيوخ ابن خلكان، وكتابه جعله أحد مصادر وفياته، وأظن قويا أن ابن خلكان لم ير مجموع ابن جني بنفسه، وإنما اعتمد على القفطي وعن طريقه حكى القصة، وإن لم يصرح به. وهو في حكاية القفطي (عمر) في الموضعين، ولم يشر المحققون في الهامش إلى اختلاف في النسخ.
وثالثا: إن التمثيل في هذه النادرة إنما وقع من جهة الإعراب وعلاماته

(4) هكذا جاء في المطبوع من الإنباه، إنباه الرواة، 3 / 114.
(١٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 ... » »»
الفهرست