مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ١٠ - الصفحة ٢٤
إمام الفرضيين، العلامة - كما يقول الذهبي وعامة المترجمين له - كانت له معرفة تامة بالحساب والفرائض، وله معرفة بالأدب واللغة، وكان متمكنا من علم العربية. تفقه على الشيخ أبي إسحاق الشيرازي، الفقيه الشافعي الشهير، وسمع الحديث الكثير من جماعة. وكان مرضي الطريقة، خيرا، دينا صدوقا، انتهت إليه الإمامة في الفرائض، والأدب، وكان يكتب الخط الحسن، ويضبط الضبط الصحيح. شرح الحماسة، وديوان البحتري، والمتنبي، والرضي، وكان ينسخ المصحف الكريم، ومات وهو ينسخ مصحفا، وكانت له بنتان، الكبرى رابعة، وأم الخير فاطمة، وكانتا من رواة الحديث والأدب. و (الخبري) نسبة إلى (خبر)، وكانت قرية بنواحي شيراز، بها قبر سعيد أخي الحسن بن أبي الحسن البصري، كان أصله منها (20).
وقد عني بجمع ديوان الشريف الرضي جماعة، وأجود ما جمع الذي جمعه أبو حكيم الخبري (21).
ومما تقدم يبدو بوضوح: أن الخبري لم يكن بالجاهل الذي لا يميز الأصيل من المنحول، ولا بالغر الذي ينخدع بقول هذا أو ذاك، ولا يتفق مع الشريف في المذهب أو العاطفة حتى ينساق مذهبيا أو عاطفيا، وهو عند المترجمين له - وكلهم ممن تثق بهم الأموية، ويطمئن إليهم الإعلام الصدامي - من الثقة والصدق والأمانة في المحل الذي يأبى عن الكذب والافتعال، ولم يبعد به الزمن عن عصر الشريف، حتى يحول بينهما عبث الأيام!
وأنا لا أملك صورة من الأصل الذي اعتمد عليه الدكتور، ولا النسخ التي جعلها مراجع لتحقيق الديوان، لكن اختلاف التعبير في تلك التعاليق من

(٢٠) المنتظم: ٩ / ٩٩ - ١٠٠، معجم الأدباء: ٤ / ٢٨٥، الاكمال: ٣ / ٥١، الأنساب ٥ / ٣٨ - ٤٠، اللباب:
١ / ٤١٨ - ٤١٩، معجم البلدان: ٢ / ٣٤٤، إنباه الرواة ٢ / ٩٨، سير أعلام النبلاء: ١٨ / 558، ابن كثير:
12 / 153 - وقد أخطأ في تعيين سنة الوفاة، فذكر في غير محله - الأسنوي، طبقات الشافعية:
1 / 471 - 472، ابن هداية الله، طبقات الشافعية / 172 - 173، السبكي، طبقات الشافعية: 5 / 62 - 63، بغية الوعاة: 2 / 29، شذرات الذهب: 3 / 353.
(21) إنباه الرواة: 3 / 115، ابن خلكان: 4 / 416، شذرات الذهب: 3 / 183.
(٢٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 ... » »»
الفهرست