مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ١٠ - الصفحة ١٦٩
وموقف بفناء البيت انشده * عهد الإله وما توفى به الذمم عنيتم قومكم فخرا بأمكم * أم لعمري حصان (عفة) كرم هي التي لا يداني فضلها أحد * بنت الرسول وخير الناس قد علموا وفضلها لكم فضل وغيركم * من قومكم لهم في فضلها قسم إني لأعلم أو ظنا كعالمه * والظن يصدق أحيانا فينتظم أن سوف يترككم ما تدعون بها * قتلى تهاداكم العقبان والرخم يا قومنا لا تشبوا الحرب إذ سكنت * ومسكوا بحبال السلم واعتصموا [51 / ب] قد غرت الحرب من قد كان قبلكم * من القرون وقد بادت بها الأمم فانصفوا قومكم لا تهلكوا بذخا * فرب ذي بذخ زلت به القدم قال: فكتب إليه عبد الله بن عباس: إني أرجو أن لا يكون خروج الحسين لأمر تكرهه، ولست أدع النصيحة له فيما يجمع الله به الألفة وتطفأ به النائرة.
ودخل عبد الله بن عباس على الحسين فكلمه طويلا، وقال: أنشدك الله أن تهلك غدا بحال مضيعة، لا تأتي العراق، وإن كنت لا بد فاعلا فأقم حتى ينقضي الموسم، وتلقى الناس وتعلم على ما يصدرون، ثم ترى رأيك، وذلك في عشر ذي الحجة سنة ستين.
فأبى الحسين إلا أن يمضي إلى العراق، فقال له ابن عباس: والله إني لأظنك ستقتل غدا بين نسائك وبناتك كما قتل عثمان بين نسائه وبناته، والله إني لأخاف أن تكون الذي يقاد به عثمان، فإنا لله وإنا إليه راجعون.
فقال الحسين: أبا العباس إنك شيخ قد كبرت، فقال ابن عباس (1):

(١) أخرج الحافظ يعقوب بن سفيان الفسوي في المعرفة والتاريخ ١: ٥٤١ قال: حدثنا أبو بكر، قال:
حدثنا سفيان، قال: حدثنا إبراهيم بن ميسرة، قال: سمعت طاووسا يقول: سمعت ابن عباس يقول:
إستشارني الحسين بن علي في الخروج فقلت: لولا أن يزري ذلك بي أو بك لنشبت يدي في رأسك، فكان الذي رد علي أن قال: لئن اقتل بمكان كذا وكذا أحب إلي من أن تنجدني - يعني مكة -، قال ابن عباس: فذلك الذي سلا بنفسي عنه.
وأخرجه الحافظ الطبراني في المعجم الكبير ٣: ١٢٨ في ترجمة الحسين عليه السلام برقم 2859، قال: حدثنا علي بن عبد العزيز، حدثنا إسحاق حدثنا سفيان...
(١٦٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 164 165 166 167 168 169 170 171 172 173 174 ... » »»
الفهرست