مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ١٠ - الصفحة ١٦٥
فلم صار الوليد إلى منزله قالت له امرأته أسماء بنت عبد الرحمان بن الحارث بن هشام: أسببت حسينا؟! قال: هو بدأ فسبني! قالت: وإن سبك تسبه؟! وإن سب أباك تسب أباه؟!
وخرج الحسين وعبد الله بن الزبير من ليلتهما إلى مكة، فأصبح الناس فغدوا على البيعة ليزيد! وطلب الحسين وابن الزبير فلم يوجدا، فقال المسور بن مخرمة: عجل أبو عبد الله، وابن الزبير الآن يلفته ويزجيه إلى العراق ليخلو [49 / ب] بمكة.
فقدما مكة، فنزل الحسين دار العباس بن عبد المطلب، ولزم ابن الزبير الحجر ولبس المعافري وجعل يحرض الناس على بني أمية.
وكان يغدو ويروح إلى الحسين ويشير عليه أن يقدم العراق! ويقول: هم شيعتك وشيعة أبيك.
وكان عبد الله بن عباس ينهاه عن ذلك، ويقول: لا تفعل. وقال له عبد الله بن مطيع (1): أي فداك أبي وأمي متعنا بنفسك، ولا تسر إلى العراق، فوالله لئن قتلك هؤلاء القوم ليتخذنا خولا وعبيدا.

(1) ترجم ابن سعد في الطبقات 5: 144 لعبد الله بن مطيع هذا، وقال:
أخبرنا محمد بن عمر، قال: حدثني عبد الله بن جعفر بن أبي عون، قال: لما خرج حسين بن علي من المدينة يريد مكة مر بابن مطيع وهو يحفر بئره، فقال له: أين فداك أبي وأمي؟ قال: أردت مكة...
وذكر له أنه كتب إليه شيعته بها، فقال له ابن مطيع: أين فداك أبي وأمي، متعنا بنفسك ولا تسر إليهم، فأبى حسين، فقال له ابن مطيع: إن بئري هذه قد رشحتها وهذا اليوم أوان ما خرج إلينا في الدلو شئ من ماء، فلو دعوت الله لنا فيها بالبركة، قال: هات من مائها، فأتي من مائها في الدلو فشرب منه ثم مضمض ثم رده في البئر فأعذب وأمهى.
حدثنا محمد بن سعد، قال: أخبرنا محمد بن عمر، عن عبد الله، عن أبيه، قال: مر حسين بن علي على ابن مطيع وهو ببئره قد انبطها، فنزل حسين عن راحلته فاحتمله ابن مطيع احتمالا حتى وضعه على سريره، ثم قال:
بأبي وأمي أمسك علينا نفسك، فوالله لئن قتلوك ليتخذنا هؤلاء القوم عبيدا.
ورواه ابن العديم في ترجمة الحسين عليه السلام من كتابه بغية الطلب في تاريخ حلب، المجلد: 7 الورقة 51 / أ بإسناده عن ابن سعد.
(١٦٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 159 160 162 163 164 165 166 167 168 169 170 ... » »»
الفهرست