مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ١٠ - الصفحة ١٧٠
لولا أن يزري ذلك بي أو بك لنشبت يدي في رأسك، ولو أعلم أنا إذا تناصينا أقمت لفعلت، ولكن لا أخال ذلك نافعي.
فقال له الحسين: لئن اقتل بمكان كذا وكذا أحب إلي أن تستحل بي - يعي مكة -، قال: فبكى ابن عباس، وقال أقررت عين ابن الزبير فذلك الذي سلا بنفسي عنه.
ثم خرج عبد الله بن عباس من عنده وهو مغضب [52 / أ] وابن الزبير على الباب، فلما رآه قال: يا بن الزبير قد أتى ما أحببت، قرت عينك، هذا أبو عبد الله يخرج ويتركك والحجاز.
يا لك من قبرة بمعمر * خلا لك الجو فبيضي واصفري ونقري ما شئت أن تنقري (1) وبعث حسين إلى المدينة فقدم عليه من خف معه من بني عبد المطلب وهم تسعة عشر رجلا ونساء وصبيان من إخوانه وبناته ونسائهم.
وتبعهم محمد بن الحنفية فأدرك حسينا بمكة وأعلمه أن الخروج ليس له برأي يومه هذا، فأبى الحسين أن يقبل.
فحبس محمد بن علي ولده فلم يبعث معه أحدا منهم! حتى وجد الحسين في نفسه على محمد، قال: ترغب بولدك عن موضع أصاب فيه؟!
فقال محمد: وما حاجتي أن تصاب ويصابون معك، وإن كانت مصيبتك أعظم عندنا منهم.
وبعث أهل العراق إلى الحسين الرسل والكتب يدعونه إليهم، فخرج متوجها إلى العراق في أهل بيته وستين شيخا من أهل الكوفة، وذلك يوم الاثنين في عشر ذي الحجة سنة ستين.

(1) البيت لطرقة بن العبد، وراجع قصته في مجمع الأمثال 1 / 239 وحياة الحيوان (القبرة)، وربما نسب إلى كليب بن ربيعة، راجع لسان العرب 20 / 385.
(١٧٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 165 166 167 168 169 170 171 172 173 174 175 ... » »»
الفهرست