مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ١٠ - الصفحة ١٧٣
288 - قال: أخبرنا علي بن محمد، عن جويرية بن أسماء وعلي بن مدرك، عن إسماعيل بن يسار، قال:
لقي الفرزدق حسينا بالصفاح فسلم عليه، فوصله بأربعمائة دينار، فقالوا:
يا أبا عبد الله تعطي شاعرا مبتهرا؟! قال: إن خير ما أمضيت ما وقيت به عرضك، والفرزدق شاعر لا يؤمن.
فقال قوم لإسماعيل: وما عسى أن يقول في الحسين ومكانه مكانه، وأبوه وأمه من قد علمت؟
قال: اسكتوا، فإن الشاعر ملعون، إن لم يقل في أبيه وأمه قال في نفسه.
289 - قال: أخبرنا علي بن محمد، عن حباب بن موسى، عن الكلبي عن بحير بن شددا الأسدي، قال: مر بنا الحسين بالثعلبية، فخرجت إليه مع أخي، فإذا عليه جبة صفراء لها جيب في صدرها، فقال له أخي: إني أخاف عليك، فضرب بالسوط على عيبة قد حقبها خلفه، وقال: هذه كتب وجوه أهل المصر.
290 - قال: أخبرنا موسى بن إسماعيل، قال: حدثنا جعفر بن سليمان، عن يزيد الرشك، قال: حدثني من شافه الحسين، قال:
رأيت أبنية مضروبة بفلاة من الأرض، فقلت: لمن هذه؟ قالوا: هذه لحسين، قال: فأتيته فإذا شيخ يقرأ القرآن [54 / أ] قال: والدموع تسيل على خديه ولحيته، قال: قلت: بأبي وأمي يا بن رسول الله ما أنزلك هذه البلاد والفلاة التي ليس بها أحد؟ فقال: هذه كتب أهل الكوفة إلي ولا أراهم إلا قاتلي، فإذا فعلوا ذلك لم يدعوا لله حرمة إلا انتهكوها، فيسلط الله عليهم من يذلهم حتى يكونوا أذل من فرم الأمة - يعني مقنعتها -!.
ثم رجع الحديث إلى الأول قالوا: وقد كان الحسين قدم مسلم بن عقيل بن أبي طالب إلى الكوفة، وأمره أن ينزل على هانئ بن عروة المرادي وينظر إلى اجتماع الناس عليه، ويكتب إليه بخبرهم.

(289) رواه ابن عساكر برقم 266 عن ابن سعد.
(١٧٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 168 169 170 171 172 173 174 175 176 177 178 ... » »»
الفهرست