مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ١٠ - الصفحة ١٨٠
على ما أسروا في أنفسهم نادمين، فإن القوم إنما يطلبونني، فإذا رأوني لهوا من طلبكم.
فقال أهل بيته: لا أبقانا الله بعدك، لا والله نفارقك حتى يصيبنا ما أصابك، وقال ذلك أصحابه جميعا، فقال: أثابكم الله على ما تنوون الجنة.
291 - قال: أخبرنا الضحاك بن مخلد أبو عاصم الشيباني، عن سفيان، عن أبي الجحاف، عن أبيه:
أن رجلا من الأنصار أتى الحسين، فقال: إن علي دينا، فقال: لا يقاتل معي من عليه دين.
292 - قال: أخبرنا علي بن محمد، عن أبي الأسود العبدي، عن الأسود بن قيس العبدي، قال:
قيل لمحمد بن بشير الحضرمي: قد أسر ابنك بثغر الري، قال: عند الله أحتسبه ونفسي، ما كنت أحب أن يؤسر ولا أن أبقى بعده.
فسمع قوله الحسين، فقال له: رحمك الله أنت في حل من بيعتي، فاعمل في فكاك ابنك، قال: أكلتني السباع حيا إن فارقتك، قال: فاعط ابنك هذه الأثواب يستعين بها في فكاك أخيه، فأعطاه خمسة أثواب قيمتها ألف دينار.
رجع الحديث إلى الأول فلما أصبح يومه الذي قتل فيه رحمة الله عليه قال:
اللهم أنت ثقتي في كل [58 / ب] كرب، ورجائي في كل شدة، وأنت لي في كل أمر نزل بي ثقة، وأنت ولي كل نعمة وصاحب كل حسنة.

(٢٩٢) رواه ابن عساكر برقم ٢٠٠ بإسناده عن ابن سعد، وفيه أيضا: محمد بن بشير كما هو كذلك في أصلنا من الطبقات، لكن الظاهر أن كلمة (محمد بن) زائدة، وإنما قاله الحسين عليه السلام لبشير بن عمرو الحضرمي الكندي: إن ابنك عمر أسر بثغر الري... وكذا ورد هذا الاسم (بشير بن عمرو) في أنساب الأشراف ص ١٩٦ وفي تاريخ الطبري ٥: ٤٤٤ ورد اسمه مشكولا بالضم والفتح مصغرا.
ورواه ابن العديم في ترجمة الحسين عليه السلام من كتابه بغية الطلب في تاريخ حلب المجلد 7 الورقة 51 / أ عن أبي نصر بن الشيرازي عن ابن عساكر بإسناده عن ابن سعد وفيه أيضا محمد بن بشير.
(١٨٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 175 176 177 178 179 180 181 182 183 184 185 ... » »»
الفهرست