لوامع الحقائق في أصول العقائد - ميرزا أحمد الآشتياني - ج ٢ - الصفحة ٤
فلو جازت عليه المعصية والخطاء والسهو والنسيان فلا اعتماد بقوله أصلا، فليزم أن يكون محفوظا عما ذكر ليطمئن الناس في الركون إلى أقواله وأفعاله وليؤمن من الزيادة والنقصان في الدين.
ومنها أن الإمام منصوب لبعث الناس إلى طاعة الله تعالى و زجرهم عن مخالفته ولردع الظالم عن ظلمه والانتصاف للمظلوم عن الظالم وقلع مواد الفتن والفساد فلو لم يكن معصوما وجاز عليه - الخطاء والسهو والنسيان وخالف أمرا من أوامره تعالى أو نهيا من نواهيه عمدا أو خطاء فلا يليق لمنصب الإمامة والخلافة ويحتاج إلى إمام آخر رادع له وهكذا فيتسلسل.
ومنها أن الإمام يكون واسطة بين الله تعالى وبين الخلق و بهذه الجهة يكون أقرب الناس إليه عز وجل، فلو لم يكن واجدا لمرتبة العصمة وكان مظنة لصدور العصيان عمدا أو خطاء وسهوا لم يكن أقرب.
ومنها أن الشيطان كما في القرآن العظيم قال. " فبعزتك لأغوينهم أجمعين. إلا عبادك منهم المخلصين (1).
وقال الله سبحانه: " إن عبادي ليس لك عليهم سلطان إلا من اتبعك من الغاوين " (2).
وقال أيضا في قصة يوسف: " كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء إنه من عبادنا المخلصين " (3).

(٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « 1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 ... » »»