لوامع الحقائق في أصول العقائد - ميرزا أحمد الآشتياني - ج ٢ - الصفحة ٢
وافيا لهداية الخلق وتعليمهم وتكميلهم (1) ولا يرتفع به الاختلافات الواقعة بين المسلمين، لأن كلا يفسره على طبق رأيه ومسلكه، مع أن فيه الآيات المجملة والمتشابهة التي يحتاج فهم المراد منها إلى مفصل ومفسر ومبين مرتبط ببيت الوحي والرسالة فبالضرورة يلزم أن يكون له صلى الله عليه وآله أوصياء يقومون مقامه بعد ارتحاله فيما كان قائما به صلى الله عليه وآله في حياته من تعليم العباد وتكميلهم وتبليغ أحكام - الدين وإجراء قوانينه وغير ذلك مما ذكرناه سابقا في فوائد وجود - النبي - ويثبتون للخلق حقية الإسلام ونبوة محمد صلى الله عليه وآله بالبراهين - القطعية أو بإظهار المعجزات والكرامات ويبينون لهم الآيات المجملة والمتشابهة القرآنية (2) ويحفظون شرعه صلى الله عليه وآله من التغيير والتبديل.

١ - لحديث الثقلين المتواتر المتفق عليه بين الفريقين روى الثعلبي في تفسير قوله تعالى " واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا ".
بأسانيد متعددة عن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: أيها الناس قد تركت فيكم الثقلين خليفتين إن أخذتم بهما لن تضلوا بعدي، أحدهما أكبر من الآخر كتاب الله حبل ممدود ما بين السماء والأرض وعترتي أهل بيتي، ألا وإنهما لن يفترقا حتى يردا على الحوض، حق اليقين شبر: 158).
2 - " هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات " فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم يقولون آمنا به كن من عند ربنا وما يذكر إلا أولوا الباب، آل عمران: 6.
(٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « 1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 ... » »»