لوامع الحقائق في أصول العقائد - ميرزا أحمد الآشتياني - ج ٢ - الصفحة ١٧
فردا وأنت خير الوارثين، فمشى إليه علي عليه السلام فقال صلى الله عليه وآله وسلم اليوم برز الإيمان كله إلى الشرك كله، فقتله وعند ذلك قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم:
قتل على لعمرو بن عبد ود أفضل من عبادة الثقلين (1) أو لضربة على خير من عبادة الثقلين (2).
ومنها أنه عليه السلام كان من ذوي القربى الذين أوجب الله تعالى على الخلق محبتهم ومودتهم - قال تعالى " قل لا أسئلكم عليه أجرا إلا المودة في القربى (3).

١ - أورده الحلبي في السيرة (غزوة الخندق) جزء ٢ ص ٣٣٩ - ٣٤٠ ٣٤١ ط مصر.
٢ - أورده القوشجي في شرحه على التجريد.
٣ - سورة الشورى: ٢٢. قال الفخر الرازي في الجزء السابع والعشرين من تفسيره الكبير ص 166 ط مصر ذيل آية المذكورة بعد نقل ما رواه صاحب الكشاف عن النبي (ص) في حب آل محمد (ع) وأنا أقول: آل محمد هم الذين يؤول أمرهم إليه فكل من كان أمرهم إليه أشد وأكمل كانوا هم الآل ولا شك إن فاطمة وعليا والحسن والحسين كان التعلق بينهم وبين رسول الله (ص) أشد - التعلقات وهذا كالمعلوم بالنقل المتواتر فوجب أن يكونوا هم الآل وأيضا اختلف الناس في الآل فقيل هم الأقارب وقيل هم أمته فإن حملناه على القرابة فهم الآل وإن حملناه على الأمة الذين قبلوا دعوته فهم أيضا آل فثبت أن على جميع التقديرات هم الآل وأما غيرهم فهل يدخلون تحت لفظ الآل فمختلف فيه وروى صاحب الكشاف أنه لما نزلت هذه الآية قيل يا رسول الله (ص) من قرابتك هؤلاء الذين وجبت علينا مودتهم؟ فقال على وفاطمة وابناهما فثبت أن هؤلاء الأربعة أقارب النبي (ص) وإذا ثبت هذا وجب أن يكونوا مخصوصين بمزيد التعظيم ويدل عليه وجوه. الأول قوله تعالى (إلا المودة في القربى) وجه الاستدلال به ما سبق. الثاني لا شك إن النبي (ص) كان يحب فاطمة عليها السلام، قال (ص): فاطمة بضعة مني يؤذيني ما يؤذيها وثبت بالنقل المتواتر عن محمد (ص) أنه كان يحب عليا والحسن والحسين عليهم السلام وإذا ثبت ذلك وجب على كل الأمة مثله لقوله تعالى: (واتبعوه لعلكم تهتدون (ولقوله تعالى (فليحذر الذين يخالفون عن أمره) ولقوله تعالى: (قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله) ولقوله سبحانه:
(لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة) الثالث - إن الدعاء للآل منصب عظيم ولذلك جعل هذا الدعاء خاتمة التشهد في الصلاة وهو قوله اللهم صل على محمد وعلى آل محمد وارحم محمدا وآل محمد وهذا التعظيم لم يوجد في حق غير الآل، فكل ذلك يدل على أن حب آل محمد واجب وقال الشافعي يا راكبا قف بالمحصب من منى * واهتف بساكن خيفها والناهض سحرا إذا فاض الحجيج إلى منى * قيضا كما نظم الفرات الفائض إن كان رفضا حب آل محمد * فليشهد الثقلان إني رافضي انتهى.
(١٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 ... » »»