لوامع الحقائق في أصول العقائد - ميرزا أحمد الآشتياني - ج ٢ - الصفحة ١٥
ومنها أنه عليه السلام كان أكثر جهادا وأشد بلاءا في غزوات النبي صلى الله عليه وآله وغيرها ولم ينل أحد درجته ومرتبته في ذلك وهذا واضح لمن راجع التواريخ والسير المدونة من الفريقين ويكفي في هذا المقام ذكر ما قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في حقه يوم خبير والأحزاب، ففي غزوة خيبر يأخذ اللواء كل يوم واحد من أصحابه صلى الله عليه وآله فيرجع ولم يفتح، فأخذها أبو بكر فانصرف ولم يفتح له (وفي نقل فرجع مع أصحابه منهزمين خائفين).
ثم أخذها عمر من الغد ففعل مثل ذلك وأصاب المسلمين يومئذ شدة وجهد فقال رسول الله صلى الله عليه وآله لأعطين الراية غدا رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله كرارا غير فرار لا يرجع حتى يفتح الله له وعند ذلك لم يكن أحد من الصحابة إلا ورجا أن يعطاها (وفي نقل فبات الناس يخوضون ليلتهم أيهم يعطاها فلما أصبح - الناس غدوا إلى رسول الله صلى الله عليه وآله كلهم يرجو أن يعطاها - وعن عمر بن الخطاب أنه قال: ما أحببت الإمارة إلا ذلك اليوم (1) فقال صلى الله عليه وآله: أين علي بن أبي طالب عليه السلام فقالوا: إنه أرمد العين، فقال:

1 - أورده الحلبي في السيرة (غزوة خيبر) جزء 3 صفحة 41 ط مصر - والسيد أحمد زيني الشافعي المشهور بدحلان في السيرة النبوية والآثار المحمدية (غزوة خيبر) هامش السيرة الحلبية جزء 2 - ص 239 ط مصر.
(١٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 ... » »»