لوامع الحقائق في أصول العقائد - ميرزا أحمد الآشتياني - ج ٢ - الصفحة ١٠
الحسين زين العابدين عليه السلام ثم بعده محمد بن علي الباقر عليه السلام ثم بعده جعفر بن محمد الصادق عليه السلام ثم بعده موسى بن جعفر الكاظم عليه السلام ثم بعده علي بن موسى الرضا عليه السلام ثم بعده محمد بن علي الجواد عليه السلام ثم بعده علي بن محمد النقي عليه السلام ثم بعده الحسن بن علي العسكري عليه السلام ثم بعده صاحب العصر والزمان الحجة المنتظر عليه السلام الذي يملأ الله به الأرض قسطا وعدلا بعد ما ملئت ظلما وجورا.
والدليل - على ذلك هو أن العصمة والأفضلية عن الخلق بعد الرسول صلى الله عليه وآله وسائر الأوصاف اللازم تحققها عقلا ونقلا في الإمام مختصة بهم، لما دل على ذلك الآيات والروايات المعتبرة التي سنشير إليها، فإن غيرهم ليس بمعصوم باتفاق الأمة فانحصرت - العصمة فيهم، لنزول آية التطهير في شانهم ولأن الفضائل والكمالات النفسانية والبدنية بأجمعها موجودة في كل واحد منهم، بشهادة - التواريخ المعتبرة والأخبار المستفيضة المتلقات بالقبول عند - الفريقين. فهم أفضل الخلق بعد الرسول صلى الله عليه وآله دون غيرهم، ولظهور المعجزات على أيديهم كما هو مذكور متواترا في محالها، ولورود - النصوص المتواترة القطعية على إمامتهم كما سنذكرها.
وخالف في ذلك أهل السنة والجماعة فذهبوا إلى خلافة ابن بكر بعد الرسول صلى الله عليه وآله ثم عمر بن الخطاب ثم عثمان ثم علي بن أبي طالب عليه السلام، مع أن المتفق عليه بين الفريقين أن أبا بكر وتالييه لم يكونوا معصومين، بل كانوا قبل أن أسلموا كفارا عابدين للأصنام فلا يليقون لمنصب الإمامة والخلافة بحكم العقل والنقل كما تقدم بيانه، فيتعين أن يكون علي عليه السلام هو الإمام بعد رسول الله صلى الله عليه وآله لما سبق وللأدلة الدالة على أفضليته التي منها قوله تعالى مخاطبا للنبي
(١٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 ... » »»