سياسة الأنبياء - السيد نذير يحيى الحسيني - الصفحة ٧٨
في أواخر عهد إبراهيم بعد البشارة)] (1) فهذا النص الذي اقتطفناه من الميزان بين لنا أن الإمامة كانت في أواخر عهد إبراهيم (عليه السلام) عندما تجاوز كل البلاءات والامتحانات وكان أعظمها بلاء ذبح ولده إسماعيل حيث عبر عنه القرآن * (إن هذا لهو البلاء المبين) * (2) فإبراهيم (عليه السلام) مهتديا بنفسه هاديا لغيره إماما يقود الناس نحو الله تعالى فهذه هي عظمة الإمامة وهذه هي عطايا الله لخلقه الذين استخلصهم لنفسه وهداهم.
آزر لم يكن أبا صلبيا لإبراهيم (عليه السلام) وقع لغط كثير حول آزر في أنه هل هو الأب الصلبي لإبراهيم (عليه السلام) أم لا؟ فمنهم من قال إن آزر أبا إبراهيم الصلبي متشبثا بالأدلة القرآنية التي لا تنهض لإثبات المطلوب والروايات التي أيدت هذا المعنى.
ومنهم من قال لم يكن آزر أبا صلبيا لإبراهيم لأننا نعلم بأن القرآن يقول * (وتقلبك في الساجدين) * (3) فلا يمكن أن يكون أبا أحد من الأنبياء مشرك وهذا هو الصحيح والدليل عليه من القرآن يحتاج إلى ذكر بعض المقدمات..
المقدمة الأولى إن لفظة الأب تطلق على العم وعلى الجد ويصح إطلاقها ولها موارد حتى في القرآن الكريم مثل:
* (أم كنتم شهداء إذ حضر يعقوب الموت إذ قال لبنيه ما تعبدون من بعدي قالوا نعبد إلهك وإله آبائك إبراهيم وإسماعيل وإسحاق إلها واحدا ونحن له مسلمون) * (4) ومن الواضح أن إبراهيم جد يعقوب وإسماعيل عمه

(١) الميزان: ج ١، ص ٢٦٣.
(٢) الصافات: ١٠٦.
(٣) الشعراء: ٢١٩.
(٤) البقرة: ١٣٣.
(٧٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 ... » »»