سياسة الأنبياء - السيد نذير يحيى الحسيني - الصفحة ٧٧
بعقول السذجة من الناس، وما أكثر هؤلاء في مجتمعاتنا الذين يتلاعبون بمشاعر الناس وأفكارهم باتباع الطرق والأساليب الملتوية في الكلام والاستدلال.
فهو درس إبراهيمي لا بد أن نستفيد منه من خلال نقاشاتنا ومناظراتنا مع الخصوم، ومع أعداء الله والإنسانية.
إبراهيم (عليه السلام) إماما * (وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات فأتمهن قال إني جاعلك للناس إماما قال ومن ذريتي قال لا ينال عهدي الظالمين) * (1) الإمامة نصر إلهي وتأييد من الحق لإبراهيم (عليه السلام) بعدما تجاوز كل الابتلاءات التي مر بها والشاهد على ما نقول بأن الآية نزلت في أواخر عهد إبراهيم (عليه السلام) ودليل ذلك من القرآن لأن الآية تقول:
* (قال إني جاعلك للناس إماما قال ومن ذريتي) * فقبل مجئ الملائكة ببشارة إسماعيل وإسحاق ما كان إبراهيم (عليه السلام) يعلم ولا يظن أن سيكون له ذرية من بعده حتى أنه بعد ما بشرته الملائكة خاطبهم بما ظاهره اليأس والقنوط كما قال تعالى:
[* (ونبئهم عن ضيف إبراهيم) * * (إذ دخلوا عليه فقالوا سلاما قال أنا منكم وجلون قالوا لا توجل إنا نبشرك بغلام عليم) * * (قال أبشرتموني على أن مسني الكبر فبم تبشرون) * * (قالوا بشرناك بالحق فلا تكن من القانطين) * (2)...... وقوله (عليه السلام): * (ومن ذريتي) * بعد قوله تعالى * (إني جاعلك للناس إماما) * قول من يعتقد لنفسه ذرية، وكيف يسع من له أدنى دراية بأدب الكلام وخاصة مثل إبراهيم الخليل في خطاب يخاطب به ربه الجليل أن يتفوه بما لا علم له به؟ ولو كان ذلك لكان من الواجب أن يقول: ومن ذريتي أن رزقني ذرية أو ما يؤدي هذا المعنى فالقصة واقعة كما ذكرنا

(٧٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 ... » »»