سياسة الأنبياء - السيد نذير يحيى الحسيني - الصفحة ٦٨
خلقني من لا شئ ضعيفا لا أملك لنفسي نفعا ولا ضرا ويهديني في كل مراحل حياتي إلى الطريق المستقيم والنعمة الأبدية والحياة التي لا تزول، يهديني إلى عبادته وإلى حنانه، ثم قال:
* (والذي هو يطعمني ويسقين) * (1) فهو معي في سرائي وضرائي وفي جوعي وعطشي، فهي رفقة إمداد إلى محتاج على طول الطريق، وهي صحبة غني لفقير، ثم قال:
* (وإذا مرضت فهو يشفين) * (2) فهذا هو منتهى التسليم والطاعة والخضوع والتذلل إلى من بيده حياة العبد وجودا وبقاء.
* (والذي يميتني ثم يحيين) * (3) معي على الأرض وتحتها لا يفارقني أبدا ما كنت معه * (والذي أطمع أن يغفر لي خطيئتي يوم الدين) * (4) طمع في كريم * (لا يزيده كثرة العطاء إلا جودا) * طمع في رحمة لا تزول ولا تنقص ، طمع في إمداد مستمر ودائم وأزلي.
فهذه هي المعية الإلهية التي واجه إبراهيم (عليه السلام) القوم بها وترجمها على الواقع، ترجمت عندما أراد القوم أن يحرقوه (عليه السلام) بنار أعدوها هم وأرادوا منها إحراق نبي الله وخير الخلق في ذلك الزمان ولكن هيهات، إن للنار مكون وخالق قادر على أن يغير النتائج وإن حصلت المقدمات، فتحققت تلك المعية عندما قالوا:
* (حرقوه وانصروا آلهتكم إن كنتم فاعلين) * * (قلنا يا نار كوني بردا وسلاما على إبراهيم وأرادوا به كيدا فجعلناهم الأخسرين) * (5) معية مع إبراهيم في النار التي تحولت بأمر الله تعالى إلى بردا وسلاما بعدما كانت جهنم ونيرانا.

(٦٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 ... » »»