سياسة الأنبياء - السيد نذير يحيى الحسيني - الصفحة ١٢
ستجدني إن شاء الله من الصابرين) * (1) عندها جاء الحل الإلهي المناسب وفي اللحظة المناسبة ليقرر لإبراهيم سلام الله عليه صبره وبلاءه ونجاحه في هذا الاختبار العظيم * (وناديناه أن يا إبراهيم قد صدقت الرؤيا إنا كذلك نجزي المحسنين إن هذا لهو البلاء المبين وفديناه بذبح عظيم وتركنا عليه في الآخرين سلام على إبراهيم كذلك نجزي المحسنين إنه من عبادنا المؤمنين وبشرناه بإسحاق نبيا من الصالحين وباركنا عليه وعلى إسحاق ومن ذريتهما محسن وظالم لنفسه مبين) * (2) جاء النداء الإلهي المناسب ليقل لإبراهيم سلام الله عليه قد أفلحت في عملك هذا وتسليمك الكامل لله تعالى ونحن سنجزيك جزاء الصابرين على البلاء العظيم فبشره الله بالخيرات واستمرت حياة نبينا إبراهيم مع الله وفي الله وعند الله في كل عمل يعمله ورؤيا يراها.
أما نبي الله يونس سلام الله عليه امتحنه الله تعالى امتحان من طراز آخر وهو بطن الحوت وظلمات البحر حيث قال تعالى * (وذا النون إذ ذهب مغاضبا فظن أن لن نقدر عليه فنادى في الظلمات أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين) * (3) فهذه الظلمات الثلاثة - ظلمة البحر - ظلمة بطن الحوت - وظلمة الليل (4) التي وضع فيها يونس سلام الله عليه ليمتحنه بهذا البلاء العظيم ولكن يونس (عليه السلام) نجح في الاختبار واستطاع أن يتجاوز كل هذه الظلمات بهذه الكلمات الثلاثة - لا إله إلا أنت - سبحانك - إني كنت من الظالمين فكبر الله أولا ووحده ثم سبحه حتى وصل إلى نفسه فوجه إليها اللوم فهناك طرفان في المعادلة..
الطرف الأول: - الله تعالى الطرف الثاني: - يونس سلام الله عليه.
فتعامل يونس مع الله تعالى معاملة التنزيه والإجلال والإكبار والتوحيد والتسبيح أما مع نفسه تعامل معاملة المقصر المذنب فنجح في الاختبار وخرج من بطن الحوت وأرسله الله ثانيا إلى قومه.
وأما نبي الله أيوب عليه السلام حيث قال عنه تعالى * (واذكر عبدنا أيوب إذ نادى ربه أني مسني الشيطان بنصب وعذاب، أركض

(١) الصافات: ١٠٢.
(٢) الصافات: ١١٣.
(٣) الأنبياء: ٨٧.
(4) الميزان: ج 14 ص 315.
(١٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 ... » »»