سياسة الأنبياء - السيد نذير يحيى الحسيني - الصفحة ١٠
تدل هذه الآية المباركة على أن الأنبياء سلام الله عليهم أنعم الله عليهم وبضمها آية أخرى من كتابه العزيز وهي قوله تعالى * (صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الظالين) * (1) فينتج من ضم هاتين الآيتين عصمة الأنبياء من كل الذنوب والمعاصي صغائرا وكبائرا لأن الآية الثانية تقول إن الذين أنعم الله عليهم أولا: - غير مغضوب عليهم من قبل الله تعالى.
وثانيا: - لم يكونوا ضالين ومن المعلوم أن كلمة الضال تطلق حتى على الذين يعذرون في بعض المواقف فمثلا عندما يريد الإنسان أن يصل إلى مكان معين ويضل الطريق فهو غير قاصد إلى هذا الضلال ولكن مع هذا يطلق عليه ضل الطريق ، فالأنبياء سلام الله عليهم غير مغضوب عليهم وليسوا بضالين لأن الله أنعم عليهم وهداهم إلى صراط مستقيم فهم معصومون من الغلط والسهو.
ويمكن إفراغ هذا الدليل بقالب منطقي كما فعله الأستاذ جعفر سبحاني حيث قال (2).
1 - أن الأنبياء قد أنعم الله عليهم 2 - وكل من أنعم الله عليه فهو غير مغضوب عليه ولا ضال 3 - فينتج: أن الأنبياء غير مغضوب عليهم ولا ضالين.
فهم غير مغضوب عليهم لأن لا يرتكبون صغيرة ولا يضلون لأن الله أنعم عليهم وهداهم إلى صراطه المستقيم.
امتحان الله لأنبيائه تارة أنك تجهل حال الشئ وأخرى إنك تعلم بحال الشئ ولكن تريد أن تظهره فالأول ممتنع على الله تعالى لأن الله تعالى عالم بكل شئ لا يجهل الأشياء وهو خالقها أما الثاني أن الله يعلم حال الشئ ظاهرا وباطنا ولكن يبلوه ويمتحنه ليظهره ويبينه أنه من أهل الثواب أم من أهل العقاب فهذا معنى الامتحان الذي يمتحنه الله

(1) سورة الحمد: 7.
(2) الإلهيات - جعفر السبحاني ص 180 ج 3.
(١٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 ... » »»