سياسة الأنبياء - السيد نذير يحيى الحسيني - الصفحة ١١
تعالى عباده.
والامتحان: - سنة إلهية جرت على العباد ليعلم الصادق من الكاذب لأن آثار الصدق والكذب تظهر بالبلاء والامتحان قال عز من قال: - * (وقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين) * (1) فالامتحان وسيلة للتميز والفرز ووسيلة للجزاء من الثواب والعقاب حيث قال تعالى : - * (ولنبلونكم بشئ من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم وأولئك هم المهتدون) * (2) فهذا هو الامتحان الذي يجب على كل إنسان أن ينجح فيه لأن للنفوس ثمن وهو الجنة ولا جنة بدون اختبار وامتحان.
وإذا لاحظنا أنبياء الله تعالى سلام الله عليهم في كيفية التعامل مع البلاء والامتحان الإلهي نجدهم يتعاملون بروح إيمانية عالية وبنفوس طاهرة زاكية، فهذا نبي الله إبراهيم سلام الله عليه خضع لامتحانات إلهية متعددة يتحير الكاتب في أيها يبدأ ولكن نذكر منها مثالا دال على صلابة إبراهيم سلام الله عليه اتجاه البلايا والمحن فها هو يحمل هاجر زوجته وإسماعيل ولده الصغير إلى واد غير ذي زرع فاسكنهم بذلك الوادي الموحش وعاد إلى زوجته سارة عاد وقلبه مطمئن بالمعية الإلهية لعائلته الشريفة ونجح في هذا البلاء القلبي العظيم حيث توجه إلى ربه بدعاء نابع من صميم القلب المبتلي حيث قال: - * (ربنا أني أسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم ربنا ليقيموا الصلاة فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم وارزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون) * (3) فاستجاب الله تعالى دعاء العبد الصالح وجعل مكان إسماعيل مهوى القلوب على مر العصور، والامتحان الآخر لهذا النبي العظيم هو الامتثال للرؤيا التي رآها * (يا بني إني أرى في المنام أني أذبحك فانظر ماذا ترى قال يأبت أفعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين) * (4) وبالفعل عندما أراد أن يطبق الرؤيا على أرض الواقع جاء هو وابنه سلام الله عليهم وهم قطع إيمان تتحرك لتنجز الاختبار والامتحان الإلهي * (فلما أسلما وتله للجبين) * (5) فكان قاب قوسين أو أدنى من تحقيق الرؤيا وذبح ولده الذي استجاب لرؤية أباه بقلب مطمئن * (إفعل ما تؤمر

(١١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 ... » »»