زعماء مكة - الشيخ نجاح الطائي - الصفحة ٦
وعلى ما في بعض الروايات احتكموا إليه في أمر الزواج كل واحد من توأم أخيه الآخر. وكانت توأم قابيل أكثر جمالا. فحكم عليهم أن يقربا قربانا تأكل النار من تقبل منهما ويستحق الأخت الجميلة ﴿وأتلوا عليهم نبأ بني آدم بالحق إذ قربا قربانا فتقبل من أحدهما ولم يتقبل من الآخر﴾ (١).
فاستشاط قابيل غيضا عندما جاء الحكم ليس بصالحه ورفض الحكم وقتل أخيه هابيل بعد أن قال له هابيل ﴿لئن بسطت إلي يدك لتقتلني ما أنا باسط يدي إليك لأقتلك﴾ (٢) لكن قابيل ﴿فطوعت له نفسه قتل أخيه﴾ (3) فقتله.
ومن هذا الحدث الخطير انقسمت الإنسانية ومنذ عصر آدم (عليه السلام) إلى قسمين.
أهل الخير وأهل الشر. إحتفظ أبناء آدم الخيرين من ذرية آدم بموقعهم قرب الكعبة في جبال مكة وضواحيها. بينما ذهب قابيل وبنيه إلى سهول الجزيرة واليمن اندفعوا في أرض الله الواسعة بعيدا عن نور النبوة ومشعل الهدى فراحوا في ظلام الجهل يتخبطهم الشيطان يفعلون المنكر ويأتون الشهوات ويعثون في الأرض فسادا، وتعلموا الطرب والغناء وما شابه ذلك من الموبقات.
زعامة شيت عندما مرض آدم (عليه السلام) مرضه الأخير. جعل الوصية لابنه شيت وأمره أن يكتم علمه عن قابيل حتى لا يفعل به ما فعله مع هابيل. ومنع بنيه من الاختلاط بأبناء قابيل. حتى يحصنهم من الأمراض التي انتشرت بين أبناء قابيل من اللهو واللعب والفساد والافساد.
ومن نشاطات شيت (4): أنه بنى الكعبة من الحجارة والطين بعد ما كانت من الخيام.
واستطاع شيت أن يضبط من كان تحت ولايته على المنهج الإلهي الصحيح فترة حياته وينجح في عزلهم عن أبناء قابيل، ليحافظوا على الفطرة التي فطرهم الله تعالى والأمانة التي أودعها سبحانه وتعالى ويلتزموا بالميثاق الذي أخذه الله على الإنسان.
وعندما حضرته الوفاة أوصى لابنه آنوش ما أوصاه آدم (عليه السلام) إليه. وما زال أبناء آدم الذين سكنوا الحرم محافظين على إلتزامهم ما لم يختلطوا بأبناء قابيل وذريته، ويتوارد زعامتهم صالح بعد صالح إلى أن جاء " برد " فنزل بعض ذرية شيت من الجبل واختلطوا بذرية قابيل التي عمها الفساد وبعد " برد " " أخنوح "

(٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « 1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 ... » »»