زعماء مكة - الشيخ نجاح الطائي - الصفحة ٥
وبين زمزم والركن قبر سبعين نبي (١).
ومن هذا نعلم مدى أهمية زعامة مكة عالميا وليس فقط بالنسبة للجزيرة والعرب.
الأهمية الاقتصادية يمكن إيجاز الأهمية الاقتصادية لمكة كونها الممر التجاري للقوافل التي تنقل البضائع من مختلف بقاع العالم وتكون حلقة وصل بين الحضارات المختلفة لذلك أنشئت في مكة مجموعة من القنصليات لمختلف الدول والممالك المحيطة بالجزيرة العربية كالأحباش، والروم، والفرس وكذلك ممثلين لبعض الممالك العربية التي أسست على أطراف الجزيرة العربية. وأنشأت مجموعة من الأسواق للتبادل التجاري بين هذه الأمم. كسوق عكاظ وذات المجاز وغيرها وأنشأت أحلاف وإيلافات للحفاظ على هذه التجارة وحركة القوافل بين القبائل والممالك المختلفة.
والشئ الآخر الذي أعطى مكة أهمية اقتصادية هي الهدايا والنذور والقرابين التي تقدم للكعبة والحرم، وقد خصص مكان لجمع هذه الهدايا والنذور.
زعامة آدم (عليه السلام) عندما أنزل الله سبحانه وتعالى آدم إلى الأرض حمله الأمانة على هذه الأرض ﴿إنا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا﴾ (٢).
ثم أخذ منه ومن ذريته ميثاق الربوبية ﴿وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى شهدنا أن تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين﴾ (3).
وعندما أحس آدم وحواء (عليهما السلام) بالوحدة والوحشة طلبا من الله سبحانه وتعالى أن يأتيهما صالحا يأنسا به، فأوصى الله تعالى إلى آدم (سأخرج من صلبك من يسبحني ويحمدني وسأجعل فيها بيوتا ترفع لذكري واجعل فيها بيتا أخصه بكرامتي وأسميه بيتي واجعله حرما آمنا تعمره أنت يا آدم ما كنت حيا. ثم تعمره الأمم والقرون والأنبياء من ولدك) (4).
ولما حقق الله له ذلك وأصبحت له ذريه وأصبحوا له رعية. واجه آدم في زعامته المشكلة الأولى، وهي الصراع بين قابيل وهابيل.

(١) أخبار مكة ص ٧٣.
(٢) الأحزاب: ٧٣.
(٣) الأعراف: ١٧٢.
(٤) الكامل في التاريخ ١ / 53.
(٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « 1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 ... » »»