زعماء مكة - الشيخ نجاح الطائي - الصفحة ١٧
ولما مات قصي حدث صراع بين عبد مناف وعبد الدار في الاستئثار بالمناصب وانقسمت لذلك قريش فطائفة مع بني عبد الدار وأخرى مع بني عبد مناف فكان صاحب أمر بني عبد مناف عبد شمس ومعه من قريش. بنو أسد بن عبد العزى، وبنو زهرة بن كلاب وبنو تميم بن مرة وبنو الحارث بن فهر، وكان صاحب أمر بني عبد الدار وعامر بن هاشم بن عبد مناف بن عبد الدار وكان بني مخزوم بن مرة، وبنو السهم بن عمرو بن هصيص بن كعب. وبنو جمح بن عمر بن هصيص وبنو عدي بن كعب مع بني عبد الدار. وخرجت عامر بن لؤي ومحارب بن فهر فلم يكونوا مع واحد من الفريقين. فعقد كل قوم على أمرهم حلفا مؤكدا على أن لا يتخاذلوا.
فأخجر نبو عبد مناف جفنة مملوءة طيبا وضعوها لأحلافهم في المسجد عند الكعبة ثم غمس القوم أيديهم فيها. فتعاقدوا وتحالفوا ثم مسحوا الكعبة بأيديهم.
فسموا المطيبين.
وتعاقد بنو عبد الدار وتعاهدوا هم وحلفاؤهم عند الكعبة حطفا مؤكدا فسموا الأحلاف. (ويقال إنهم وضعوا أيديهم في دم جزورا ذبحوها) ولعق أحدهم من ذلك الدم فسموا الأحلاف ولعقة الدم.
ثم تداعوا بعد ذلك للصلح على أن يعطوا بني عبد مناف السقاية والرفادة وأن تكون الحجابة واللواء والندوة لبني عبد الدار كما كانت وتحاجز الناس عن الحرب (1).
قام عبد مناف بن قصي على أمر أبيه بعده وأقر قريش إليه واحتفظ بمكة رباعا بعد الذي كان قصي قطع لقومه.
ولما جل قدره وعظم شأنه وشرفه وكبر أمره جاءته خزاعة وبنو الحارث بن مناة بن كنانة يسألونه الحلف ليعزوا به معقد بينهم الحلف الذي يقال له حلف الأحابيش (2).
زعامة هاشم:
وهو أكبر أبناء عبد مناف واسمه عمرو العلا. إنما سمي هاشم لأنه أول من هشم الثريد لقومه وأطعمه. ويمتاز بشخصية قوية ونفوذ واسع جاء له لما قدم من خدمات لقومه وما ابتدع من مشاريع.
ومن مشاريعه حفر الآبار. مثل بئر (سجله) وبئر بدر.
وهاشم أول من سن الرحلتين لقريش رحلة الشتاء للحبشة. ورحلة الصيف

(١) سيرة ابن هشام ١ / ١٣٨، ابن الأثير ٢ / ١٤.
(٢) تاريخ اليعقوبي ١ / 292.
(١٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 » »»